هذا شاعر جاد وجيد وجديد.
جاد؛ لأنه يبتدئ خطواته الشعرية من حيث يجب أن تكون البداية، امتلاكًا للأدوات، وقدرة على التصوير، وبراعة في التعبير.
وجيد؛ لأنه استطاع أن يفيد من التجارب السابقة للشعر التفعيلي، ويتشرب من مناهلها المثيرة للإبداع، ليستخلص لنفسه صوته الخاص.
وجديد، لأن هذا الديوان هو ديوانه الأول، وإن كان يبدو أكثر تمرسًا من أصحاب الدواوين الأولى.
هو ممتلك للغة، ما يتيح له أن يقدم صورة شعرية ذات آفاق لغوية باذخة، كما أن موسيقيته تنم عن استيعاب واع لتراث التفعيليين، ما يجعله يقدم قصيدة تمتلك قدرا كبيرا من الحواس الجديدة، وتجعلنا نستبشر خيرا بمستقبل الشعر في مصر.
تراوح النفس الشعري بين الطول والقصر بحسب التجربة المعاشة دون تعسف أو تطويل.
المجموعة الشعرية في مجملها تجارب قيمة، وتجريب واعد في نثرية القصيدة.
د. أحمد الجعفري