لا يدَّعي هذا الكتاب الإحاطة بكافة جوانب حياة كل (النماذج البشرية) التي وردت به، وإنما يتوقف عند أبرز ملامحها، سلبا أو إيجابا، احتفاءً بإيجابيتها، وتعريةً لسلبيتها. وقد يكون في ذلك إضافةً تفيد من لم يعايشوا هذه الشخصيات في حياتها، أو يعاصروها، أو كانوا يحتفظون لها بصور مغايرة لما أورده الكتاب.
كما أن بعض الشخصيات التي اهتم الكتاب بإضاءة جوانب من مسيرتها الحياتية هي اعتيادية بالنسبة لمن لم يعرفها.
وفي هذا الكتاب من حياة هذه الشخصيات ما يستحق التأمل، كما أن ثمة بعض الشخصيات الكريهة، ارتبطت حياتها بالحرب وبأنشطة نهب الموارد الطبيعية، وتكفّل الزمن بإحاطتها بستائر النسيان.
ويتخذ الكتاب بمحتوياته من تراجم مختصرة (بروفيلات) لشخصيات متنوعة، هيئةً هي أقربُ إلى السرديات القصصية لم يقاربها كتابنا كثيراً، إذ لا يكاد يذكرُ التاريخُ الأدبي الحديثُ في مصر إلا كتاب (نماذج بشرية)، للراحل الدكتور محمد مندور