زقاق القناديل) وهو زقاق يقع في مدينة (الفساط) أعرق المدن في مصر بجوار جامع (عمرو بن العاص) وهو جامع يقع في وسط سوق كبير تحيط به الأسواق من جهاته الأربع ويفتح عليها أبوابه ، ويعتبر حي ( زقاق القناديل ) معبرا للداخلين إلى هذه الأسواق أو الخارجين منها ويضم الحي العديد من المحلات التجارية ومقهى، ويؤدي إلى عدد من المحلات والحوانيت والوكالات والفنادق والقيسارات والأربطة ،لذلك فهو حي يشهد نشاطا واسعا طوال اليوم ، بالإضافة أن القاطنين فيه من الفئات الفقيرة والمعدمة . وشهدت مصر مجاعة شديدة وشظف فى العيش في عهد الخليفة الفاطمي ( المستنصر ) - و هى ما سميت بالشدة المستنصرية- فضاعفت من معاناتهم المادية والمعيشية ، لدرجة أن أغلب نساء ( الزقاق ) احترفن المهن والحرف التي كانت سائدة في ذلك الوقت .
و(زقاق القناديل ) بقعة من بقاع مصر المحروسة ، وما يحدث بين جدران بيوته المتصدعة وساكنيه الذين يمثلون الشرائح الدنيا من المجتمع المصري فى هذا العهد وهم صدى لما يحدث في مصر كلها من شدة وغمة ، فلم يكن السبب نقصان النيل ، ولم يكن السبب الأوبئة والأمراض ، ولم يكن السبب كسل وعجز أوجهل وفقر المصريين ، وإنما سببه سوء الإدارة وضعف الخليفة الحاكم وإسرافه علي ملذاته وشهواته وبذخه وبذخ وزرائه، وما نتج عن ذلك من فوضى وإنقسامات وتحزبات وحروب وثورات مثل الثورة التي قام بها ( ناصر الدولة ) ضد (المستنصر- كل هذا كان وراء انشغال الدولة بكل شيء إلا العمل في سبيل مصلحة وأمن مصر والمصريين.
هذه المسرحية تعكس هذا الواقع محذرة ومنذرة من فوضى الانقسام والانشغال بأمور لا تخدم الوطن فى شيء غير ضعفه وتخلفه