هذا الكتاب يضم كل ما كُتب عن نجيب محفوظ في الاتحاد السوفييتي قبل وبعد فوزه بجائزة نوبل: دراسات المستشرقين وردود أفعال الصحافة، وما اشتملت عليه الموسوعات الكبرى حول أديبنا، ومقدمات ما تُرجم من رواياته، ورسائل الدكتوراه التي أعددها المستشرقون عن العام الروائي لكاتبنا الكبير، وبذلك يفسح الكتاب لعقل القارئ مجالين للتأمل في آن واحد: مكانة الثقافة والرواية العربية في عيون الخارج، وصورة واضحة لما بلغه المستشرقون من إحاطة وتعمق.
لم أكن أعرف
أن غياب الحبيب
يزيد من كثافة الحضور
وأن الطيور
تهاجر في غير أوقاتها
وتترك أعشاشها في الخواء
وأن رصاص الأسى
يتسرب في الروح
يوجع القلب
وأن عناء البنفسج لا حد له !
احترق كيفما شئت يا قلب !
وليكن ما يكون !!
توضح لنا تلك الوثائق بدايات التغلغل الأجنبي في بلاد الشام، فمن ناحية عمل القناصل والسفراء على الحصول على امتيازات عديدة لبلادهم، ومن ناحية أخرى بدأت المؤسسات التنصيريّة في العمل مع بداية هذه الحروب مستفيدة من تلك التسهيلات التي قدمتها حكومة محمد علي، رغبة في كسب ودّ الأجانب.
وتضافرت جهود التنصير والاستشراق والتغريب مجتمعة على التكريس للأفكار الغربيّة، في مواجهة الإسلام كعقيدة وحضارة، ونجحت إلى حد بعيد فيما أرادت، لذا لا نبالغ لو قلنا إن هذه الفترة على قصرها، ثماني سنوات، كانت من أهم الأسباب المباشرة في تشكيل التاريخ اللاحق لهذه المنطقة، وما زالت تلقي بظلالها حتى الآن.
من هنا تأتي أهمية نشر هذه المجموعة من الوثائق التي لم تُنشر من قبل، وقد عملنا على استخدام المنهج العلمي في النشر والتحقيق، فما يزال مجال نشر الوثائق أرضًا "بكرا" في عالمنا العربي.
لقد تناول أدب نجيب محفوظ العديد من القضايا التربوية، مثل المعرفة الإنسانية، من حيث مصادرها وإمكانياتها. وتعمق في التنقيب عن جذور الشخصية المصرية، وأدرك العديد من مزاياها وعيوبها، وعكس أهم سماتها في أدبه، كالتناقض والتدين والاعتزاز بالشرف والاعتقاد في الخرافات وروح المرح الممزوجة بحزن دفين.
وأدرك نجيب محفوظ الصراع بين التقليد والتجديد بين الوافد والأصيل، وأثر التعليم في الحراك الاجتماعي والثقافي، وموقف السياسة من المفكر والمفكرين، والتزم بنزعة سلامة موسى التجديدية الليبرالية، ونهلة من الحضارة الحديثة، وحماسه الفكري للعلم والعدالة الاجتماعية، والبحث عن أصول وجذور الشخصية المصرية.
يعرض هذا الكتاب لهندسة المعمار التي أقام عليها نجيب محفوظ صرحه الروائي البديه الذي لا يكف عن البوح بمكنوناته، وإذا كان كثير من الدارسين قد التفت إلى شخصياته الرئيسيّة محملا إياها بمضامين أيديولوجية، فإن هذا الكتاب يعرض للشخصيات الثانوية التي تلعب دورًا لا يقل خطورة عن أبطاله الرئيسيين، فهي إما مكوّنة لها أو متفرعة منها أو شاملة للصفتين معًا في حركة جدليّة تعكس حركية الواقع وجدليّته، وأظن أن كثيرًا منها كان سببًا في تعلق القراء، سواء كانوا متخصصين أو غير متخصصين، بإبداع عبقري الرواية نجيب محفوظ.
هذا الكتاب أول دراسة أكاديميّة عربيّة متخصصة تتناول موضوع "صورة اليهودي في الأدب الشعبي العربي". ولا تنبع أهمية هذا الكتاب في ريادته لمعالجته هذا المجال، الذي اكتفى فيه الدارسون العرب بتقديم أوراق بحثيّة صغيرة حينًا آخر، أو لكونه يحاول البحث عن الصورة التي رسمها الأدب الشعبي العربي لليهودي، وعمّا إذا كانت صورة إيجابيّة أو سلبيّة. وإنما تنبع أهمية هذا الكتاب – إلى جانب كل هذا – في سعيه إلى التعرف على الصورة التي رسمها الأدب الشعبي العربي في مدوناته الشعبيّة، والصورة التي يرسمها له في رواياته الشفاهيّة المتناقلة حتى وقتنا الراهن؛ وذلك بهدف التعرف على مدى التغير الذي لحق بتلك الصورة ما بين الماضي والحاضر. بين ماض، كانت اليهوديّة فيه مجرد ديانة، تعيش جنبًا إلى جنب مع الإسلام والمسيحيّة، وحاضر تداخلت فيه الديانة اليهوديّة مع المصالح السياسيّة الصهيونيّة.
تمثل دراسة العلاقات السياسية بين مصر ولبنان 1943 – 1958م حالة خاصة في مجال العلاقات العربية خلال حقبتي الأربعينيّات والخمسينيّات من القرن الماضي، وتكمن خصوصيّة الدراسة في أن الباحث يجد فيها نفسه، وقد وقف بين قطرين عربيين أحدهما – مصر – قد حسم أمره وأكد هويته العربية ومن ثَمّ راح يبحث عن الزعامة والريادة بين أشقائه العرب، بينما القطر الآخر – لبنان – ما زال يتلمس الطريق إلى ذلك، وهو في ذلك يتنازعه تيّاران مختلفان؛ أولهما : التيار العربي الذي يؤمن بانتماء لبنان إلى محيطه العربي ومن ثَمَّ يضع التعاون العربي على قائمة أولوياته، أما التيار الآخر – التيار الغربي – فهو على النقيض تمامًا مما سابقه، فهو لا يؤمن بروابط لبنان العربية بل يرى أن الروابط التي تربط لبنان بالعالم الغربي أقوى من تلك التي تربطه بالعالم العربي، ومن ثَمَّ فإن مصلحة لبنان تكمن في ترك التعاون العربي، والانفتاح والتعاون مع الغرب فقط.
هذا الكتاب محصلة عشر سنوات أو يزيد قليلاً، من المتابعة النقدية للعديد من العروض المسرحيّة سواء المصريّة أو العربيّة أو الأجنبيّة، وذلك من خلال مشاهدتها على مسارح القاهرة في أثناء عرضها أو مشاهدتها في إطار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وفي أثناء تجوال الباحث بين العروض المسرحيّة المصريّة لم يفته عروض مسرح الهواة سواء من خلال مهرجانهم السنوي الذي تقيمه الجمعيّة المصريّة لهواة المسرح أو من خلال عروضهم في إطار الأنشطة الثقافيّة والفنيّة المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، كما أنه لم يفته أيضًا بعض عروض مسرح الطفل وبعض الحوارات مع شخصيّات مسرحية عربيّة وعالميّة.
لقد عاشت الأرض الزراعية في مصر حقبًا طويلة وهي تخضع لنظم وأوضاع محددة، وبخاصة من حيث حيازتها وزراعتها وطرق ريّها وأحوال العاملين فيها وبعض هذه الأوضاع من صنع الدولة نفسها، اتخذ شكل نظم وقوانين، وبعضها من صنع التقاليد، بل من صنع البيئة المصريّة نفسها، ريًّا ومناخًا وموقعًا.