قضايا التدريب في علم النفس
قضايا التدريب في علم النفس بالأعلى للثقافة
الأعلى للثقافة يناقش قضايا التدريب في علم النفس ومشكلاته وآفاق المواجهة
الدكتور أحمد عكاشة: ليس لدينا مرض نفسي اسمه الجنون!
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي؛ وبإشراف الكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، نظمت لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة، ومقررها الدكتور محمد المفتي بالتعاون مع رابطة الأخصائيين النفسيين برئاسة الدكتور أيمن عامر مؤتمرًا بعنوان "قضايا التدريب في مجال علم النفس: مشكلاته وآفاق المواجهة الثقافية والمهنية" بالمجلس الأعلى للثقافة.
قال الدكتور هشام عزمي في كلمته إننا هنا في رحاب المجلس الأعلى للثقافة؛ بيت الثقافة المصرية في مستهل هذا المؤتمر المهم الذي يتعقد تحت عنوان "قضايا التدريب في مجال علم النفس: المواجهة الثقافية والتحديات المهنية".
وفي الحقيقة... إننا نسعد باستضافة هذا المؤتمر في المجلس الاعلى للثقافة لعدة أسباب، أولها أن انعقاده يكرِّس فكرة التعاون والشراكة بين المجلس ولجانه وبين الكيانات والمؤسسات والجمعيات العلمية والمهنية ذات الشأن.
ويتمثل السبب الثاني في تأكيد أن مفهوم الثقافة لا يقتصر على الفنون والآداب وأشكال الإبداع بكل صوره وأشكاله، بل يمتد ليشمل كل المناحي والمجالات وفي مقدمتها الثقافة العلمية. ومما يؤكد ذلك الاهتمام استحداث لجنة الثقافة العلمية ضمن سبع لجان جديدة في إطار الهيكلة الجديدة للجان المجلس التى تم تنفيذها منذ عامين، بل وتأتي تحت مظلة لجان السياسات والتنمية الثقافية بما يحمله ذاك من دلالات.
مؤكدًا أنه عندما ترتبط الثقافة العلمية بمجال مهم كعلم النفس فإن الأهمية تزداد والفائدة تتعاظم، فلا أعظم من مجال علمي يُعنى بالكشف عن خبايا النفس البشرية وكشف أسرارها وسبر أغوارها.
وأشار عزمي أن العالم المعاصر بما يشهد من تطورات متسارعة وتغييرات متلاحقة بما يولد ضغوطًا نتيجة لمحاولة التكيف مع هذه التغييرات التي تفرض واقعًا جديدًا في بعض الأحيان، فضلًا عن ما تحمله البيئات الافتراضية التى أتت بها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كل ذلك يحتاج إلى كوادر علمية مؤهلة ومدربة تسهم في علاج ما اعتل وتصحيح ما اعوج.
ولعل هذ المؤتمر العلمي المهم يكون بداية لتغيير ثقافة سائدة تربط بين علم النفس والأطباء النفسيين وحالات الخلل العقلي فقط، مما يجعل الكثيرين يحجمون عن التعامل معهم خشية نظرة مجتمعية سلبية تحتاج هي أيضًا منا إلى وقفة جادة لتصحيحها.
لقد أضحى الاستشاريون النفسيون جزءًا رئيسًا في العديد من المؤسسات والكيانات التعليمية والتربوية، بل والإعلامية والرياضية لما يمثلونه من أهمية بالغة في بلوغ أقصى درجات النجاح والتفوق.
وقال الدكتور أيمن عامر في كلمته: "نجتمع اليوم في رحاب المجلس الأعلى للثقافة في مؤتمر مشترك بين لجنة التربية وعلم النفس ورابطة الأخصائيين النفسيين لنناقش قضايا مهمة في مجال التدريب المهني في علم النفس، على مستويات عدة أهمها المستوى الأكاديمي والمهني والثقافي والاجتماعي، ولا نبالغ لو قلنا على المستوى الوطني كذلك".
وأشار عامر إلى أن انتشار حاجة المجتمع إلى السيكولوجيين نتيجة لما يعانيه المجتمع من أزمات وضغوط، وهو ما زاد من الحاجة إلى مراكز تدريب ومتخصصين، في مواجهة مراكز عديدة قد انتشرت بسبب الحاجة الملحة للأخصائيين والممارسين النفسيين، لعدة أسباب على رأسها غياب نقابة للمهن النفسية، ويكافح أهل المهنة لإنشائها.
وأكد الدكتور محمد المفتي أن هذا المؤتمر على مدار يومين (اليوم وغدًا) يناقش عددًا من المحاور وتبادل الرؤى لقضايا علمية مهمة متعلقة بمجال التدريب في علم النفس، وتشمل تعيل السلوك وحسن إدارة الوقت، وكثيرًا من مجالات العمل في الحياة. راجيًا للمؤتمر الخروج بعدد من التوصيات المهمة في هذا المجال.
وبدأت الجلسة الأولى للمؤتمر بكلمة الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، وعضو المجلس الرئاسي لكبار علماء مصر، بعنوان "حول قانون مزاولة مهنة العلاج النفسي لغير الأطباء، وتحدث خلالها حول القوانين التي تم تشريعها في مجال الطب النفسي، مشيرًا إلى قانون 1957 لتنظيم العلاج النفسي، وذلك قبل وجود العيادات النفسية، ومدارس الطب النفسي، متتبعًا رحلة القوانين المنظمة لممارسة الطب النفسي وصولًا إلى قانون 2009، الذي ينظم أكثر من 40% من العلاج النفسي في الوقت الراهن.
وأشار عكاشة إلى أن غالبية الناس للأسف لا يفرقون بين الطب والنفسي وعلم النفس، موضحًا أنه لا يوجد مرض اسمه "الجنون" على عكس ما اشتهر بين الناس.
وأكد عكاشة أن القانون الجديد قد حرص على احترام حقوق الإنسان، موضحًا مؤشرات المرض النفسي التي تستلزم التدخل العلاجي، وأحيانًا الاحتجاز بالمصحات النفسية، وعلى رأسها إيذاء المريض لنفسه ولمن حوله وفقدانه الاتصال بالواقع المحيط والكف عن ممارسة نشاطه اليومي، وتقوقعه على ذاته، ومشيرًا إلى أن 60% من الاكتئاب الشديد يكون بأعراض عضوية، ومؤكدًا أهمية البدء في العلاج بالممارس العام الذي يكون لديه خبرة بالعلاج النفسي كي يوجه المريض إلى الطريق الأمثل.
ومن الجدير بالذكر أن جلسات المؤتمر تمتد يومي الأحد والإثنين، متناولة عددًا من المحاور، ومنها: التدريب الإكلينيكي، وإشكالية التدريب في مجال الإدامن بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز الخاصة، وثقافة التدريب في مجال علم النفس، وتنمية المهارات الإدارية والدعم النفسي، والتدريب في مجال الإعاقة بين الرؤية الثقافية والرؤية العلمية، وقضايا التدريب في المجال التربوي والصحة النفسية.