كل الاخبار الاخبار

حاتم ربيع فاطمة عمر المعنى الحقيقي للإرادة والمثابرة

* حاتم ربيع :مشروع الملهم يحمل رسالة مهمة للشباب
* حاتم ربيع فاطمة عمر المعنى الحقيقي للإرادة والمثابرة

** احتفي المجلس الأعلى للثقافة يوم الاربعاء 25 أكتوبر، بأمانة الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس، والتحرير لاونج جوته ومؤسسته منى شاهين ببطلة مصر لرفع الأثقال البارالمبية فاطمة عمر من ذوي القدرات الخاصة، جاء ذلك فى إطار فعاليات مشروع الملهم فى موسمه الثاني. وقد أدارت اللقاء رشا عبد المنعم مدير إدارة التدريب والمشرف على مشروع الملهم بالمجلس حيث بدأت كلمتها بأن مشروع الملهم هو امتدادا للتعاون المشترك بين المجلس الأعلى للثقافة، والتحرير لاونج جوته الذي بدأ منذ 4 سنوات فى مجال رفع كفاءات العاملين بوزارة الثقافة والذى يعد الملهم مجال تطبيقى لها حيث ينفذ بفريق عمل مشترك من الطرفين، ويسعى الملهم لخلق جسر تواصل بين الشباب والنمادج المصرية الناجحة والمشرفة وذلك عبر إجراء لقاءات حوارية مفتوحة معهم، مؤكدة على أن الملهم قد بدأ العام الماضى باستضافة عدد من العلماء المصريين المقيمين في ألمانيا مثل د. فيكتور رزق الله، د. هاني سويلم، د. مسعد مجاهد، د. خالد عبد الرحمن، بينما ينفتح هذا العام على الأدباء والمفكرين والرياضيين وأصحاب الريادات والمبادرات الهامة من المصريين الذين حققوا نجاحا بارزا في كل فى مجاله داخل مصر، كما أن الملهم تضمن هذا العام تمثيلا أكبر لشباب الملهمين ولإنجازات المرأة الملهمة كما هو الحال فى ملهمتنا اليوم، وأضافت بأن الإعاقة هى فكرة وهمية ، فكل إنسان يملك قدرات خاصة ويعانى من احتياجات خاصة ، ولكن اكتشافنا لقدراتنا واستثمارها يعد أهم نجاح وتخفى الاحتياجات ، لذا فأن الإعاقة فكرة وهمية، فعلينا أن نسعى لتطوير أنفسنا ومواجهة المعوقات ،ثم انتقلت الكلمة إلى الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الذي أكد على أن أهمية مشروع الملهم تكمن فى أن له هدف هام وتوعوي ، وأنه يعمل على خلق نوع من أنواع التواصل بين الشباب وبين نماذج مبدعة وملهمة فى كافة المجالات من علوم وفنون وآداب ورياضة، كما أشار إلى أنه بالإضافة إلى ما يميزها من إرادة وقدرة على تحدى الصعاب وتذليلها فإن ملهمة اليوم استطاعت ان ترفع راية مصر عالياً في المحافل الدولية. كما وجه الشكر إلى التحرير لاونج جوته على التعاون المثمر والمستمر، وأكد على أن العديد من مشاكل المجتمع ومن ضمنها التعامل مع ذوى القدرات الخاصة هى مشاكل ثقافية وتحتاج لتضافر جهود كل المؤسسات الفاعلة فى المجال الثقافى. كما أشار ربيع إلى ضرورة أن تهتم الهيئات المعنية بالألعاب الفردية التي تحقق الميداليات والبطولات للوطن. ثم جاءت كلمة مني شاهين مديرة ومؤسسة مشروع التحرير لاونج جوته لتؤكد على مدي سعادتها بالتعاون المثمر مع المجلس الأعلى للثقافة باعتباره داعم للثقافة والمشاريع الثقافية والفعاليات ذات الهدف المحدد. كما أكدت علي أهمية هذا اليوم تحديدا فى تاريخ الملهم لما ألهمتنا به البطلة فاطمة عمر من طاقة وقدرة على التحدى وأننا شديدى الفخر ببطلتنا المصرية الملهمة بطلة العالم فى وزنها لسنين متتالية. وأضافت أننا ليس لدينا ثقافة الاختلاف وقبول الآخر، وذلك على جميع المستويات سواء كان الاختلاف فكرى أو جسدى أو فى النوع أو الدين ،وأننا يجب أن نعمل سويا على معالجة هذا الأمر، أضافت أن الإعاقة مكانها الفكر وليس الجسد،فلابد من إطلاق مبادرة مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ مفهوم إعاقة وربطها بالفكر،وكيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة ودعم فكرة اندماجهم مع الأصحاء ، معلنة بأنها ستخصص نسبة 5 % من حضور الورش التدريبية بالتحرير لاونج لأصحاب الهمم ، كما ستعمل على إعداد وتجهيز المكان ليناسب استقبال ذوي القدرات الخاصة. ورحبت منى شاهين بالدكتور خالد عبد الرحمن (العالم المصرى والذى كان أحد ملهمى الموسم الأول بمشروع الملهم والذى حرص على حضور الفاعلية وأعربت عن سعادتها لمشاركته وإثراءه بحضوره لفاعلية الملهم اليوم. ثم تحدثت البطلة فاطمة عمر عن نشأتها الأولى وكيف واجهت فكرة الإعاقة، وكيف بدأت ممارسة رياضة رفع الأثقال منذ 22 عامًا واستطاعت أن تحصد أول ميدالية ذهبية فى بطولة الجمهورية بعد خمسة عشر يوما من التدريب فقط، مؤكدة على أهمية الرياضة والالتزام بكل الضوابط فى التدريب للوصول إلى أعلى المستويات، كما أشارت لأن الصورة الذهنية الشائعة عن الإعاقة هى صورة وهمية ومغلوطة، وأن فكرة المجتمع عن اﻹعاقة فكرة قاصرة..وأن الأداء العاطفى والمبالغة فى الخوف قد تؤذى فى كثير من الأحيان مشاعر ذوى القدرات الخاصة وتشعرهم بالحرج والنقص، وأكدت على ضرورة التعامل معهم مثل أى شخص عادى لا ينقص شيئا عن الآخرين فالله قد منحه بقدر النقص قدرات خاصة تميزه كذلك، وأشارت إلى الدور الفعال والجهد الذى بذله زوجها فى الوقوف بجانبها ودعمها حتى تصل إلى حلمها، كما أضافت إن الرياضة أثرت في التكوين الفكري و العقلي لشخصيتها تماما ، كما عبرت عن تمسكها بتحقيق هدفها في الوصول إلى أولمبياد طوكيو 2020 وإحراز الميدالية الذهبية. كما تحدث د. خالد عبد الرحمن أستاذ الطاقة المتجددة وملك طواحين الهواء عن المنظومة الألمانية في التعامل مع ذوى القدرات الخاصة حيث أنهم لا يعزلون الأطفال من ذوى القدرات الخاصة، بل يعملون على دمجهم حتى فى حالات الإعاقة الذهنية يحرصون على وجودهم على نحو طبيعى مع أقرانهم فى العمر إلا إذا كانت درجة الإعاقة قد تسبب تعطيلا للعملية التعليمية فى هذه الحالة فقط يخصصون فصولا مستقلة لهم، لكن فى ذات المدرسة. كما تعمل الدولة على توفير وسائل النقل المناسبة لهم . كما أعلن دكتور خالد عن أنه إحساسه بالتزامه وواجبه تجاه الوطن خاصة بعد اللقاءات التى عقدها مع الشباب فى مشروع الملهم ولقاءه بمؤتمر مصر تستطيع .. فإنه قد قرر استقطاع هذا العام ليقضيه بمصر كأستاذ بالدراسات العليا ومشرفا على عدد من الرسائل العلمية بكليته كلية الهندسة جامعة عين شمس .. كشكل من أشكال رد الجميل لوطنه. أعقب ذلك إجراء حوار مفتوح بين السادة الحضور والملهمة فاطمة حيث وجهوا لها العديد من الأسئلة لها حول الهدف الذي تسعي إليه الآن ومثلها الأعلى ودور الزوج والأولاد فى مشوار نجاحها وكيفية التوفيق بين التدريب والواجبات المنزلية ورعاية الأولاد. كما طلب منها وائل حسين المشرف على أمانة المؤتمرات بالمجلس تقديم روشتة للمجتمع وللدولة بحكم تجربتها تشير فيها إلى مواطن الداء وكيفية علاجه وشكل الدعم اللائق المطلوب من الدولة . وأجابت فاطمة عمرعلى أسئلة الحضور بضرورة اهتمام الدولة بذوي القدرات الخاصة من حيث تهيئة الطرق والأرصفة وتوفير وسائل النقل المناسبة لهم، و توظيفهم في الأعمال المناسبة وفى أماكن قريبة من منطقة سكنهم.

وأشارت إلى ضرورة أن تقوم الدولة بأجهزتها الحكومية والمدنية بدعم ومساندة الرياضيين من ذوى القدرات الخاصة، لأن تكلفة التدريب الذى يحتاجونه لتحقيق البطولات يفوق إمكانيات العديد منهم، وأشارت إلى أنهم استطاعوا مؤخرا على أن يحصلوا على مساواتهم بالإصحاء من الرياضين حالة فوزهم بالميداليات وتحقيق البطولات حيث كانت عدم مساواتهم أمرا مؤلما لهم وانتقاصا لحقهم كونهم يرفعون اسم مصر عاليا وخفاقا. كما أشارت أنها قدمت إليها عروضا للتجنيس من عدة دول عربية وأوروبية لكنها رفضت تلك العروض كلها لأن اللحظة التى كانت دوما تحفزها وتجعلها تبذل المزيد من الجهد والتدريب هى لحظة رفعها لعلم مصر فى المحافل والبطولات العالمية وهى تتوج بالميدالية الذهبية. تضمن اللقاء عرض تقديمى لتاريخ البطلة أعدته أميرة صلاح عضو فريق الملهم من المجلس وكذلك عرض فيديو لحظة تحطيم فاطمة عمر للرقم القياسى فى بطولة العالم. وانتهى اللقاء بتكريم الملهمة حيث منحتها منى شاهين درع التحرير لاونج جوته. ويأتى اختيار فاطمة عمر لتكون الملهم الثالث فى برنامج الملهم كونها نموذج مشرّف للمرأة المصرية فى تحدي الإعاقة فهي الرباعة الذهبية لاعبة منتخب مصر لرفع الاثقال، شاركت في العديد من البطولات المحلية والعربية والقارية والدولية على مدى 20 عامًا، وحققت أربع ميداليات ذهبية فى أربع دورات بارالمبية متتالية وهي سيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012، كما حققت رقما عالميا جديدا فى لندن 2012.