تحت رعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، عقد اليوم بمسرح قصر ثقافة الأقصر ثلاث جلسات بحثية، ضمن فعاليات المؤتمر السادس للفنون الشعبية الدولى "التراث الثقافى غير المادى والتعليم .. رؤية عربية" دورة الدكتور محمد الجوهرى، والمقام فى الفترة من 18حتى20 ديسمبر الجارى، والذى ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع.
كانت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور سميح شعلان التى بدأها الدكتور عبد الرحمن أيوب بتقديم ورقة بحثية تحت عنوان " من أجل منظومة تربوية عربية مشتركة للتراث الثقافى اللامادى" وقد وصف التراث بكونه رافد من روافد الإبداع التنمية وأضاف بأنه يجب استخدام التراث بشكل كامل وأن يتم وضع آليات كثيرة لصون هذا التراث اللامادى لكى يقف أمام طوفان العولمة المقتحم للهوية العربية، لذا يجب انشاء منظومة تربوية عربية موحدة لتوثيق تراثنا المادى واللامادى، واستعرض الباحث على عبدالله خليفة ورقته البحثية حول "دمج التراث الثقافى غير المادى فى مناهج التعليم " تجربة البحرين"، كما قدم الدكتور كمال مغيث ورقة بحثية حول "تدريس الفنون ودورها فى الحفاظ على هويتنا الثقافية"، والذى وصف فى ورقته الحضارة المصرية على أنها ليست نتاج هوية عرقية أو دينية ولكنها نتاج مجموعة قيم ثقافية ومعايير أخلاقية.
وكانت الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة سعيدة عزيزى، حيث تحدث الدكتور محمد البيلى عن تجارب حفظ التراث فى البلدان العربية، وقدم عدة تساؤلات هامة عن أنسب الوسائل للحفاظ على التراث وتحفظ على إقحام التراث فى التعليم، وعلل ذلك بأنه يمكن أن يوضع فى يد غير المعنيين بهذا الشأن، وقدم الدكتور مجدى عبد الحميد السرسى عدة تجارب ناجحة فى مجال الحفاظ على الهوية مثل التجربة المغربية التى قدمت دراسات متخصصة فى هذا الشأن كما ذكر عدة معاهد فى مصر لها باع فى ترسيخ الهوية الثقافية، كما تحدث الكاتب محمد البغدادى عن أهمية الانتماء والحفاظ على الهوية واستشهد بجملة وزير الثقافة الصينى عندما قال له إن سر تقدم الصين هو الحفاظ على الهوية وترسيخ قيمة الانتماء، وأضاف بغداى أن التعليم أيضا يعد من أهم سبل غرس الانتماء وانعاش الوعى القومى، فيجب أن يتم تصحيح جذرى للعملية التعليمية والقضاء على مشاكله المتعددة مثل التعليم الخاص والدروس الخصوصية والمناهج العقيمة .
واختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بانعقاد الجلسة الثالثة برئاسة الباحثة مها كيال، حيث تحدث الدكتور عبد العزيز سالم عن الجذور المشتركة بين التراث المادى والمورث الشعبى، وقام بحصر الشواهد التراثية والتحف الفنية التى صورت التحطيب وأدواتها فى مصر منذ العصور الفرعونية حتى العصر الحديث كما ألقى الضوء على نشأة التحطيب وتطوره فى مصر، كما قدم الشاعر والباحث حسين القباحى ورقة بحثية عن التعليم ودوره فى تنمية الوعى، وانتقد فى ورقته تجاهل المناهج التعليمية لفترات هامة فى تاريخ الشعوب وخاصة الشعوب العربية، وأضاف أن اى مرحلة تاريخية تخفى الحقائق عن الفترة التى تسبقها واستشهد بفترة محمد على التى انتقدت كثيرا بعد ثورة يوليو 52 وطالب فى النهاية أن ندون تاريخنا بأمانة وحيادية، أما الدكتورة مارلين النجار فتحدثت عن تجربة اليونان مع اليونسكو، وأكدت على تعاون المحيط المحلى والدولى للحافظ على التراث الثقافى المهدد بالضياع، واستعرض الدكتور محمد غنيم تجربته الشخصية فى جمع التراث الشعبة لمحافظة الدقهلية والذى جمع فيه الأغنية الشعبية وأغانى الصيادين والحواديت والشعبية وغيرها، واختتم الباحث محمد سعيد الجلسة باستعراض ورقة بحثية بعنوان " الأغنية الشعبية فى ليبيا" وما دونته الدراسات المتخصصة فى ليبيا ومراحل تطورها وأنواعها المختلفة مثل أغانى الأطفال والأفراح واعتبر الأغنية من أهم عوامل الحفاظ على هوية الشعوب لما تتميز به من سرعة فى الانتشار.