تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوتين متتابعتين تنظيم لجنة الشعر ومقررها أحمد سويلم ولجنة الترجمة بالمجلس ومقررها الدكتور أنور مغيث، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر، أولاهما عن ترجمات الشعر، وأدارها الدكتور أنور مغيث، وشارك بها كل من: الشاعر أحمد سويلم، والدكتورة أمل جمال، والدكتور حسين محمود، والدكتورة مكارم الغمري، واعتذر الدكتور محمد عناني عن عدم الحضور.
افتتح الدكتور أنور مغيث الندوة الأولى بالإشارة إلى ترجمة الشعر وكيف تحتاج إلى طبيعة خاصة، وأن الترجمة تختلف من مترجم إلى آخر، لا سيما ترجمة الشعر، مستشهدًا ببعض نماذج الترجمة التي يحتاج فيها المترجم إلى إضافة بعض المفردات لتقوية الدلالة الشعرية.
وتحدثت الدكتورة مكارم الغمري عن ترجمة الشعر الروسي إلى العربية، كيف أن الترجمات العربية للشعر الفارسي قليلة، وإن كانت الترجمة عن الروسية نشطت في الرواية والقصة والمسرح، بينما الشعر لم يحظ بالاهتمام الكافي، ربما لصعوبته.
مشيرة إلى أن تجربتها في الترجمة، قد ارتبطت بدراسات عن الأدب الروسي، مؤكدة أن ترجمة القصيدة الوطنية تختلف عن القصيدة التعبيرية أو الفلسفية، وكذلك القصيدة الحداثية، وتواجه المترجم صعوبة أكبر في ترجمة القصيدة التجريبية، والقراءة هي الخطوة الأولى في فهم النص وتفسيره، وتحتاج القراءة التفسيرية إلى دراسة الشكل الفني والإيقاع والدلالات، موضحا أن النظر إلى القصيدة بوصفها شكلًا لغويًا فقط قد يؤدي إلى الوقوع في فخ الترجمة الحرفية، وكذلك إغفال الجانب الجمالي في القصيدة قد يفقدها قيمتها الفنية.
وقد تحدث الشاعر أحمد سويلم حول ترجمة رباعيات الخيام بين الفصحى والعامية، مفصلًا القول حول تجربة حسين مظلوم رياض الذي ترجم الرباعيات نظمًا شعبيًا (بالعامية المصرية)، وقد اعترف مظلوم أنه قرأ ترجمة رامي، وكذلك ترجمتي السباعي والبستاني، وأنه راجع ترجمته على ترجمات هؤلاء، متحريًا الدقة، وحين نقرأ ترجمته نكتشف أنه قد فهم الخيام فهمًا شديدًا، وقد نشرها عام ١٩٤٤، ثم طواها النسيان.
ودعا سويلم إلى إعادة نشرها لما تتميز به من سمو في اللغة وملاءمة للعصر الذي نحياه، ولأنها تمثل سبقا في هذا المجال.
وتحدث الدكتور حسين محمود حول ترجمة الشعر، مبتدئًا بالتساؤل المتكرر: هل الترجمة القبيحة المخلصة أفضل أم الترجمة الجميلة الخائنة؟ مشيرًا إلى فكرة إمبرتو إيكو "قول نفس الشيء تقريبًا"، وقد أخذ من دوسوسير فكرة الدال والمدلول، أو ما عرف قديمًا بقضية اللفظ والمعنى.
وتحدثت الشاعرة أمل جمال عن تجربتها في الترجمة، والتي قد تعد مصادفة بحتة، وقد جاءت فكرة الترجمة من علاقة شخصية بالشاعر "سام هيل"، وصدر الديوان عن المركز القومي للترجمة تحت عنوان "يقاس بالحجر"، والكتاب الثاني كذلك وليد العلاقة بالشاعرة الأفريقية الأمريكية جويس إيليش، وسيصدر تحت عنوان "نار جميلة".
واللقاء الثاني كان أمسية شعرية أدارها الشاعر أحمد عنتر مصطفى، وشارك بها الشعراء: أحمد سويلم الذي قدم كلمة عن تاريخ اليوم العالمي للشعر والشعراء، ثم ألقى نخبة من الشعراء قصائدهم، وهم بترتيب صعودهم إلى المنصة: إيهاب البشبيشي الذي ألقى قصيدة بعنوان "نداهة الشعر"، والشاعر عاطف عبدالعزيز الذي ألقى ثلاث قصائد قصيرة، الأولى بعنوان "ماستر سين"، والثانية بعنوان "سيلفي مع العالم الحي"، والثالثة بعنوان "تلك الأصوات".
وألقت الشاعرة عبير زكي قصيدة بعنوان "يارا"، وأخرى بعنوان "اختلف الزمن".
وألقى الشاعر صابر عبدالدايم قصيدة بعنوان "مدائن الفجر"، وأخرى بعنوان "الميادين ولغة المستحيل"، والقصيدة الثالثة بعنوان "غزالة النهر".
وألقى الشاعر محمد أبو الليف مقاطع من شعره بالعامية المصرية، وقصيدة فصيحة بعنوان "عقبة".
وألقت الشاعرة أمل جمال إحدى القصائد التي ترجمتها.
وأخيرًا ألقى الشاعر جمال فتحي مختارات من ديوانه "ورد النيل".