لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالأعلى للثقافة تناقش تجربة مشروع الفن في الفصل الدراسي..
تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عُقدت مساء يوم الأربعاء الموافق ١٩ أغسطس أمسية ثقافية بعنوان: "إضاءة على تجربة مشروع الفن في الفصل الدراسي"، والذي تم تنفيذه تحت إشراف مكتبة الإسكندرية وتحت رعاية الاتحاد الأوروبي، وجاءت الأمسية ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس برئاسة الدكتورة رشا طموم مقررة اللجنة، حول "الموسيقى والفنون الحركية في استراتيجية تطوير التعليم المصري الأساسي"، وتضمنت إضاءة على التجارب الناجحة في تعليم الفنون الموسيقية والحركية في المدارس.
عُقدت الأمسية بمقر المجلس الأعلى للثقافة وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية المقررة للوقاية من فيروس كورونا، بمشاركة كل من: الفنان المايسترو هشام جبر قائد الأوركسترا ومدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية سابقًا، والأستاذ طارق سعيد المخرج والمدير الفني للمشروع، والدكتور محمد عادل مصطفى المسئول عن النشاط الموسيقي بالمشروع، وتدير الأمسية: الدكتورة رشا طموم مقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه.
بدأت الأمسية بكلمة الدكتورة رشا طموم: حيث رحبت بالسادة الحضور والسادة المشاركين بالأمسية في أولى فعاليات لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة، وأكدت على أهمية ودور الفنون بشكل عام والموسيقى والفنون الحركية على وجه الخصوص في المجتمع وأهميتها في تشكيل منظومة التعليم في مصر، وأشارت أنه يجب أن نكمل خطوتنا الأولى التي بدأنا فيها محاولات لإضاءة على التجارب التي تمت بالفعل في أماكن مختلفة، وذكرت أن تجربة النهاردة التي نلقى عليها الضوء هى "مشروع الفن في الفصل الدراسى" بهدف أنها تنتقل من كل تجربة وكل مشروع تم وإنتهى إلى أن تتبناها وزارة التربية والتعليم ويتم تعميمها على جميع المحافظات، وهى تجربة لم تقتصر على الموسيقى بل شملت فنون أخرى يقوم الآن السادة المشاركون بالتحدث بالتفصيل وبإستفاضة عنها، وأكدت على أهمية هذه التجربة أنها تمت في عدد 12 محافظة ولم تقتصر على محافظة معينة بل شملت عدد متنوع من المحافظات في أماكن مختلفة في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية وخصوصا المحافظات التي هي بعيداً عن محافظتي القاهرة والجيزة التي لها حظ أكبر بالإمكانيات في المدارس، ولكن التجربة مرت بمناطق مختلفة وبالتأكيد كل منطقة لها ظروف وطابع وتقاليد مختلفة عن الأخرى، ومعرفة كيفية تعامل المشروع معها، وأيضا لم يكن فقط التربويين في الموسيقى الذين هم عندهم تقاليد معينة في التعامل وتدريس الموسيقى ولكن مجموعة من الفنانين في المقام الأول لديهم حلول إبداعية فيها أفكار جديدة ومبتكرة يفرزها الموقف ويجب أن نستفيد من هذه التجربة والرؤية التي تقدمها لجنة الموسيقى والأوبرا والبالية لوزارة التربية والتعليم لتنفيذها في المدارس وتكون جزء من منظومة التعليم.
ثم تلقى الكلمة الأستاذ المخرج طارق سعيد: وبدأ كلمته بأن لو تكلمنا عن الفن في الغرف المغلقة، إذا لا يمكن أن يصل للجمهور ولا يقوم بدوره ولكن لو التجربة خرجت لإطار أكبر فسوف تصل لمجموعة أكبر من المستفيدين، كنت أتصور أن تجربتنا التي حدثت على مدار سنتين، أن لا أحد يفهمها كثيرا إلا لو خرجت إلى إطار أكبر حتى يستفيد بها أبنائنا الذين هم بناة المستقبل، بدأ المشروع بأننا نرى ما هو المشروع وأن نرى تصور الإتحاد الأوروبى الخاص بالفصل الدراسى وكيفية تطبيق المشروع، "بأن يتم عمل فصل دراسى يومى لمدة 45 دقيقة يتم فيه مقابلة المدربين مع التلاميذ"، ولكن تم عمل تصور جديد على أساس فكرة "أن يكون هناك يوم دراسى يبدأ مع بداية اليوم الساعة التاسعة صباحا، ويبدأ اليوم بمحاضرة لمدة ساعة، وكل يوم محاضرة مختلفة (موسيقى – فن تشكيلى – مسرح – سينما) بحيث يكون كل يوم أستاذ يلقى محاضرة على التلاميذ مجمعين وبعد ذلك يتم تقسيمهم على ورش مختلفة لمدة 4 ساعات"، وتم تنفيذ المشروع على هذا الأساس بعد موافقة الإتحاد الأوروبى على التصور المقترح، وأكد على أن الفن لا يقوم على التنافس بل الفن يقوم على التعاون والتشجيع المتبادل للخروج بمنتج قوى مميز، وقال أن فكرة تنفيذ المشروع في 12 محافظة مختلفة تجربة مميزة وناجحة وغنية.
ثم تحدث الدكتور محمد عادل مصطفى: وبدأ كلمته بأنه يوجد قضية كبيرة جدا وهى أننا نترك الناس بعيدا عن الفن، تم التجربة بنجاح في 12 محافظة و تم تغيير بعض الأشياء أثناء التجربة على حسب كل محافظة وظروفها، وتم تطبيق التجربة على المدارس بأنواع مختلفة (حكومية – تجريبية – لغات) وكانت هناك تغيرات في منهج التجربة على حسب كل محافظة ومحاولة التعامل مع المشاكل وتذليلها على حسب كل محافظة وعاداتها وتقاليدها، وكانت التجربة عبارة عن ورش مختلفة ( موسيقى – فن تشكيلى – مسرح – سينما)، حاولنا في بداية التجربة تعريف التلاميذ على الآلات الموسيقية والفرق بين الآلات الخشبية والنحاسية والوترية والآلات الأخرى وتعريفهم بأصوات تلك الآلات وتعريفهم بأجزائها والفرق بينها، وتعريف التلاميذ أيضا ما هو الإيقاع والسلم الموسيقى وأساسيات فهم الموسيقى حتى يمكن أن نبدأ ونطور منهم وللوصول إلى نتائج أفضل، وكانت هذه أول تجربة بالنسبة للكثير من الطلاب، وتم عمل بوكليت للطلبة وأيضا تم عمل بوكليت للمدرسين لتدريبهم على أساسيات العمل مع الطلبة بشكل أفضل.
واختتمت الأمسية بكلمة الفنان المايسترو هشام جبر: حيث أكد على أن التجربة ثرية جدا ومميزة فى تعليم الفنون والتعليم بصفة عامة، وأهم ما يميز هذه التجربة أننا كنا نعلم ونتعلم في نفس الوقت وأهم ما يمزها أيضا المرونة الشديدة وتصحيح المسار الذى كان يتم بشكل يومي، ويجب أن نبحث عن ماهية التعليم وطريقته ووضع تصور لكل ما يتوافق مع التعليم والتعلم، واهم ما يميز هذه التجربة أيضا أنه لا يوجد ثوابت لهذه التجربة ولكن كان يتم تصحيح المسار بشكل مستمر أثناء العمل في المشروع، ولا يمكن توحيد طريقة التدريس على كل المحافظات فكل مكان له طبيعته وثقافته وعاداته وتقاليده، وأكد على أنه لا يوجد طريقة تدريس للإبداع ولا يمكن تدريسه إلا عن طريق الفن، الفنون تدعم الفكر والديموقراطية والتنوع والإختلاف، وإختتم كلامه بأن هذه التجربة مثال جيد وتؤخذ كنموذج أولى يمكن أن نشتغل عليه بشكل واسع بمرونة وبدون ثوابت على طريقة تعليم الفنون في المدارس.