فى ندوة "العلاقات الثقافية المصرية السودانية" بالمجلس الأعلى للثقافة ... سياسيون يؤكدون على قوة ومتانة العلاقات المصرية السودانية
أُقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصرى، ندوة بعنوان: "العلاقات الثقافية المصرية السودانية"، وذلك فى فى إطار الفعاليات الثقافية الفنية المصرية السودانية، التى انطلقت مساء الأحد 29 أبريل 2018،على خشبة مسرح الهناجر، بحفل موسيقى قاده المايسترو شريف القزاز، وبمشاركة الفنانة نسمة عبد العزيز عازفة الماريمبا.
أدار النقاش السفير سمير حسنى، وقد شارك فى الندوة للكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، وقد شارك من السودان كل من: الدكتور على شمو، وزير الإعلام الأسبق، ورئيس الوفد الشعبى السودانى، وأحمد عبد الرحمن، ومن مصر شاركت الدكتورة حنان يوسف، مقررة لجنة الإعلام بالمجلس، والدكتورة أمانى الطويل، مديرة البرنامج الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وقد حضر الفاعلية السفير السودانى بجمهورية مصر العربية، بالإضافة لجانب كبير من الرموز الثقافية والإعلامية السودانية والمصرية.
بدأ الحديث مدير النقاش السفير المصرى سمير حسنى، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، المتأصلة فى الوجدان المصرى والسودانى منذ القدم، ثم أعطى الكلمة للكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، الذى رحَّب بالحضور كافة، وأكد أن العلاقات بين مصر والسودان، هى علاقات عريقة لبلدين هما فى الأصل بلدًا واحدًا، يعيشان بنبضٍ واحد يتدفق بشريان واحد وهو نهر النيل؛ لذا فلن تتأثر هذه العلاقات بأى خلافات كانت، واختتم كلتمه مشددًا على الأهمية الكبيرة التى تشكلها الجوانب الثقافية ما بين مصر والسودان، التى ستظل هى الضامن الأساسى لاستمرار علاقات بدأت منذ أمد بعيد، وستبقى قوية متينة.
ثم تحدث الدكتور على شمو وزير الإعلام السودانى الأسبق؛ الذى أشار بدوره إلى قوة ومتانة العلاقات المصرية السودانية، وتابع مؤكدًا أن العلاقات ستبقى هكذا لأبد الدهر؛ فبرغم ما قد يظهر من خلافات بين الذين يسوسوننا؛ فلن تتأثر العلاقات بين شعب وادى النيل الواحد بمصر والسودان، ثم تحدث الدكتور على شمو عن فترة تعليمه الجامعى بمصر، مؤكدًا أنه لم يستشعر أى إحساس بالغربة، كما أنه كان يدخل الأراضى المصرية وقتما يشاء بدون تأشيرة، مثل كل السودانيين حينها، واستكمل حديثه موضحًا أن مصر كانت أول الدول التى اعترفت بالسودان، وأول الدول التى تبادلت التمثيل الدبلوماسى بعد استقلال السودان، كما أن الانفصال عن مصر كان له نتائح إيجابية عديدة، أبرزها توحيد الأحزاب السياسية بالسودان، وفى مختتم حديثه أكد على أهمية دعم تعزيز العلاقات المصرية السودانية شعبويًا بجانب الأطر الرسمية، على الأصعدة كافة وخاصة الجوانب الثقافية.
ثم تحدثت الدكتورة حنان يوسف، مشيرة إلى عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية، التى تربط بين شعبي مصر والسودان، والتى تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ الحضارى والإنسانى، مدللة على ما يربط بين الشعبين الشقيقين من علاقات النسب والقرابة واللغة والدين والقضايا المشتركة، ثم تحدثت حول "مبادرة النيل" التى أسستها، وأشادت بالحفاوة الكبيرة التى استقبل بها الوفد المصرى الذى ترأسته فى إطار المبادرة، خلال زيارته إلى دولة السودان، مؤكدة أنها رسالة واضحة للعالم على صفوة وقوة ومتانة العلاقات الشعبية المصرية السودانية، مشيرة إلى أن الخلافات فى وجهات النظر لا يمكنها بأى حال من الأحوال أن تؤثر على علاقات الود والوئام بين الجسد الواحد، وأشارت الدكتورة حنان يوسف إلى أن "مبادرة النيل"، كانت انطلاقة كبيرة فى إطار تفعيل برامج التعاون الشعبى فى المجالات المختلفة، وعلى رأسها الإعلام والثقافة والتعليم والبحث العلمى، وتنمية مؤسسات المجتمع المدنى، كما أكدت أن الإعلام البلدين له دور كبير فى الحفاظ على صحة العلاقات المميزة بين مصر والسودان، والمرجو منه هو نشر ثقافة الوحدة المشتركة، بدلًا من إشعال الأزمات بين البلدين، وأوضحت أن إعلام البلدين يرتبط بشكل وثيق بما تشهده الساحة السياسية، ودائمًا ما يقع فى خطأ نسيان الجوانب الحضارية العميقة التى تعد رابطًا أقوى من أى خلاف.
عقب هذا تحدث من الجانب السودانى أحمد عبد الرحمن، مؤكدًا أن وحدة مصر والسودان التاريخية، تنبع من وحدة مصيرهما أو ما يطلق عيله كثيرًا المصير المشترك، وتابع واصفًا العلاقات المصرية السودانية بالفريدة، كما أنها تتسم بالخصوصية، لوحدة الروابط الثقافية والاجتماعية والأمنية، ويرجع الفضل فى هذا لنهر النيل، الذى يمثل شريانًا واحدًا يسرى فى أجساد أبناء وادى النيل جنوبًا وشمالًا، وتتجسد تلك الروافد فى مقولة شعب واحد فى دولتين، ويمثل كل منهما عمقًا استراتيجيًّا للآخر.
ثم تحدثت الدكتورة أمانى الطويل، مؤكدة أن العلاقات المصرية السودانية تحظى بخصوصية تاريخية وإنسانية؛ لذلك بقدر ما تتعرض لأزمات وهزات إلا أنها غير قابلة للانهيار، ويعود هذا لمتانة الروابط المتعددة التى تربط مصر والسودان على المستوى الشعبى، بالإضافة إلى المكون العاطفى الذي يشكل عنصرًا أساسيًّا فى هذه العلاقة، وتابعت حديثها موضحة أن التاريخ يشير إلى تأثر الحركة السياسية السودانية بالحركة السياسية المصرية، كما أن للنخب غير الحاكمة علاقات بينهما، وفيما يخص الجانب الشعبى، لا يمكن غض الطرف عن علاقات النسب والمصاهرة المتادخلة، كما أن جذور الكنيسة السودانية تعود للكنيسة المصرية، وبالتالى فهى علاقة متأصلة لعمق بعيد، وتحمل أكثر من مكون لأكثر من مستوى؛ فيوجد ما هو رسمى أو سياسى، وهو الذى غالبًا ما يتعرض لهزات، ومنها ما هو شعبوى، و هو المكون الأهم والأبقى الذى يحمى سائر العلاقات من الانهيار.