الأعلى للثقافة يودع الراحلين: الدكتور عبد الرحيم الكردى، والدكتور محمد حمدى إبراهيم أقام المجلس الأعلى للثقافة أمسية تأبينية بعنوان: (أمسية فى محبة الراحلين الدكتور عبد الرحيم الكردى، والدكتور محمد حمدى إبراهيم)، ونظمتها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية والنقدية بالتعاون مع لجنة الترجمة بالمجلس. شارك فى الأمسية وأدارها الدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وذلك مساء أمس الأربعاء الموافق 26 من شهر يوليو الجارى بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وشارك فى الأمسية كل من: الدكتور أحمد درويش؛ أستاذ النقد والأدب المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والدكتور أنور مغيث؛ أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، والدكتورة جهاد محمود؛ أستاذ مساعد الأدب المقارن والنقد بكلية الألسن جامعة عين شمس، والدكتور سيد رشاد؛ أستاذ مساعد بقسم اللغات الإفريقية بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، والدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبى بجامعة بنى سويف، والدكتور عادل النحاس؛ أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور محمود الضبع؛ أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، والدكتورة نانسى إبراهيم؛ المدرس بكلية الآداب بجامعة قناة السويس، والدكتور هشام درويش رئيس قسم اللغة اليونانية الحديثة بجامعة القاهرة؛ بجانب مشاركة من أسرتى الراحلين: الدكتورة نجاة عبد الرحيم الكردى، والأستاذ إيهاب محمد حمدى إبراهيم. تحدث الدكتور هشام عزمى قائلًا: "نلتقى اليوم فى محبة عالمين جليلين وأستاذين مرموقين، اجتمعت فيهما العديد من الخصال الحميدة، والصفاتِ الأصيلة، وقدر عالٍ من الود والإنسانية والأخلاق الرفيعة. كما جمعت بينهما هذه القاعة فى مناسبات وفعاليات كثيرة نظمتها لجان المجلس الأعلى للثقافة والتى شرفت برئاستهما لها وعضويتهما فيها لسنوات عديدة، وتشاء إرادة المولى جل فى علاه، أن نفقدهما معًا فى عام واحد، بل وبفارق زمنى لا يزيد عن الأشهر الثلاثة، نعم نجتمع اليوم لنحتفى بالأستاذين الكريمين الأستاذ الدكتور محمد حمدى إبراهيم والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم الكردى، اللذان مثَّلا علامتين بارزتين فى مجال الدراسات الكلاسيكية والدراسات الأدبية والنقدية على الترتيب. فى أمسية تحمل عنوان: (فى محبة الراحلين)، شخصيتان متفردتان احتلتا مكانة خاصةً فى الثقافة المصرية والعربية، ولم يكن هذا التفرد بالتأكيد محض مصادفة، بل كان نتاجًا لمشوار طويل من العمل الدءوب والجهد المخلص والفكر الجاد المستنير". وأضاف الدكتورهشام عزمى قائلا: "لقد أتاحت لى الظروف التعرف عن قرب على الأستاذ الدكتور محمد حمدى إبراهيم، فما زلت أذكرُ تلك السنوات البعيدة فى ثمانينيات القرن الماضى، وكنت حينها أخطو خطواتى الأولى على الدرب الأكاديمى مُعيدًا صغيرًا فى جامعة القاهرة العتيدة، وكانت كلية الأداب تضم بين جنباتها أسماء رنانة وقامات سامقة فى أقسامها العلمية المختلفة"، واستطرد قائلًا: "شرفت بالعمل تحت قيادته بصورة مباشرة حينما كان عميدًا لكلية الأداب فى منتصف التسعينيات، ثم بعدها: نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وفى كل منصب من هذه المناصب كان له بصمة وأثر؛ فلقد جمع ما بين التميز العلمى والحنكة الإدارية، وتمر سنوات عديدة عملت فيها خارج مصر، ثم عدت لأشرُف بزمالة الأستاذ الجليل فى اجتماعات مجلس الكلية، التى كان حضوره فيها طاغيًا. وكانت أراؤه السديدة تلقى دوما قدرًا كبيرًا من التقدير والاحترام، كما كان لها أثر كبير فى صياغة القرارات التى يخرج بها المجلس، كما كانت تجمعنى بالأستاذ الكبير لقاءات دورية تتميز بكل الود والاحترام، وقبلهما قمة التواضع ونبل الأخلاق، وتلقيت من خلالها دعوات كريمة متكررة للمشاركة فى ندوات لجنة الترجمة باتحاد الكتاب، التى كان يرأسها. أما الأستاذ الدكتور عبد الرحيم الكردى؛ فلقد شرفت بمعرفته بصفة شخصية بعد أن توليت أمانة المجلس الأعلى للثقافة، لكننى كنت مدركًا لإسهاماته العلمية فى مجالات الأدب والنقد، بجانب إنجازاته الإدارية فى جامعة قناة السويس، رئيسًا للقسم وعميدًا ومديرًا لمركز اللغة العربية بها. جمعتنى بالفقيد الكريم مناسبات ثقافية عدة نظمها وشارك فيها باعتباره مقررًا للجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة، والتى كان دائمًا ما يُثريها بنقاشات وحوارات عميقة تتفق مع خبراته العلمية الممتدة لعقود". وأضاف: "من مفارقات القدر أن تكون الفعالية الأخيرة التى يُشارك بها الراحل العظيم هى احتفالية تأبين الأستاذ الدكتور محمد عنانى، التى نظمها المركز القومى للترجمة بالشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة فى فبراير الماضى، لتكون هذه الفعاليه ذاتها شاهدة على رحيله. وربما كانت أقسى اللحظات التى مررتُ بها فى حياتى هى تلك اللحظة التى وافى الأستاذ فيها الأجلُ المحتوم، بينما كان يُلقى أبياتًا من الشعر كتبها الدكتور عنانى، ليعيد قراءة البيت مرتين، ثم يتوقف لتأتى النهاية، وأنا جالس على بعد أمتار قليلة من هذا المشهد المؤلم. وعلى الرغم من قسوة تلك اللحظة؛ فلقد كانت خيرُ شاهد على إصرار الراحل الكبير على أن يمتد عطاؤه العلمى إلى اللحظات الأخيرة فى حياته. لقد كان من المنطقى أن تلقى إنجازات الراحلين الكبيرين عظيم التقدير، وأن تحظى بالعديد من التكريمات من أهم المؤسسات الثقافية داخل مصر وخارجها، تقديرا لدورهما ومُنجزهما الفكرى، لكى تُتوج تلك المسيرة الحافلة بحصولهما على أرفع جائزة تمنحها الدولة المصرية لمثقفيها ومبدعيها، وهى جائزة الدولة التقديرية فى الآداب". وفى مختتم حديثه قال: "ربما يكون الجسد قد رحل، لكن اسمى محمد حمدى إبراهيم وعبد الرحيم الكردى سيظلان باقيين فى قلوب كل من عاصرهما أو زاملهما، أو نهل من علمهما أو أفاد من مشروعهما الثقافى، وهم كثر، وما قدماه هما أيضا كثير". وقد حرص سائر المتحدثون على استحضار ما جمعهم مع الراحلين المحتفى بهما من مواقف إنسانية، كما أكدوا أهمية ما تركه كلاهما من مؤلفات وقيمة منجزاتهما الاستثنائية التى ستبقى، لتؤكد حضورهما اليوم وفى المستقبل بلا شك.