مجموعة قصصية تقدم مبدعًا شابًا في مجال القصو القصيرة، يفهم أصولها، ويعي قواعدها الفنيّة جيدًا، وبالإضافة إلى كل ذلك يمتلك أداة التعبير وهي اللغة التي يستطيع عبرها أن يقدم رؤيته للعالم أو وجهة نظره في ثوب فني متماسك ومتلاحم. وبناء فني محكم ينطلق من رؤية واضحة وموقف من العالم المحيط به وهو واقعه.
استطاع الأديب الشات أن يطرح هذه الرؤية في تشكيل جمالي سيطر عليه السرد القصصي وقل فيه الحوار إلا في المواضع التي استدعت وجود هذا الحوار، واللغة التي يمتلكها الأديب أسعفته في تشكيل رؤيته، وقد استخدم كل الإمكانات المتاحة من بلاغة تعبير مثل: "تحول إلى واحد من تلك التماثيل الشمعيّة دقيقة الصنع وقد تصلبت عيناه، بل وأطرافه، حتى وأفكاره وهو يراقب ذلك المشهد".
إنه يختصر الموقف في جمل تحمل فضاءات دلاليّة واسعة، وتتمتع بكل الخصائص البلاغية مع سهولة ألفاظها وخلوها من أي لفظ معقد، وهكذا في كثير من المواقف التي يصفها في قصص هذه المجموعة المتميزة.