ما أجمل أن تحلم ثم تجد نفسك تحقق هذا الحلم بخطواته، بمدلولاته، بكل ما يحمله من تفاصيل، حلمًا لا يعوزه مفسرون، حلما لا يحتاج إلى تأويل ، حلمًا أرد به الجميل! بل دعني أقول: نذرًا أوفيه!
بعد أن أطلقت العنان للفكرة تقودني، نمت بداخلي بذرة اشتمت رائحة الحياة، ثم تفرع لها أغصانٌ خضراء بثمار وردية تقودني إلى أن أكتب تاريخ مصر بالشعر .. يا الله! أأكتب تاريخَك يا مصر شعرًا؟
ما أجمله من إحساس، بل ما أروعه.. بل ما أصعبه !
حملت حلمي بين يدي وها أنا ذا أنثره بين يدي قارئيّ، فبعزيمة مصرية خالصة وقلب روته مياه النيل وأنامل نبتت من سنابل القمح في أرضنا أنجزت بفضلٍ من الله القسم الأول من تاريخ مصرالفرعوني، منذ فجر التاريخ، استعذبت الآلام والسهر والبحث والقراءة في سبيل إنجاز القسم الثاني الذي يحمل توقيع خاتم الرسالات؛ حيث رصدت بقلمي الشاعر تاريخ مصر وما مر بها من أحداثٍ في تلك الفترة، حتى معركة المنصورة واستئصال شأفة الصليبيين تمامًا من مصر، إيذانًا بعهد جديد ومرحلة على أعتاب عهد المماليك