يحكي هذا الكتاب عن صفحة مجيدة من صفحات النضال الوطني، مع بدء الألفية الثالثة، حينما تفجرت وقائع الانتفاضة الفلسطينية البطولية (انتفاضة الحجارة)، والتي تصدى فيها أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، بالصدر الأعزل، لآلة القمع الصهيونية، ببسالة وبطولة، وهو الأمر الذي فجر - في المقابل – حالة من الغضب العارم في نفوس أبناء الشعب المصري على الممارسات الإرهابية الإجرامية الإسرائيلية، فخرجت المظاهرات من المدارس والجامعات، وتصاعدت الدعوات لمقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية، وارتفع النبض الوطني، في استعادة ملموسة لتقاليد النضال الشعبي التاريخي، حيث استرجع الشعب المصري من ذاكرته العميقة، أيام النضال المجيد ضد المحتل البريطاني، ودعوات المقاطعة لبضائعه ومعسكراته، فأحياها مجددًا في حركة بدأت خافتة، ثم نمت حثيثًا وتطورت بقوة، وانتشرت بسرعة في أنحاء "المحروسة" حتى أصبحت حركة ذات فاعلية وشأن، لفتت الانتباه، وكان لها أصداء كبرى في المنطقة العربية، حيث قادت مصر حركة المقاطعة الشعبية العربية للبضائع الصهيونية والأمريكية، وفي العالم أجمع حيث كانت فاتحة لمقاطعات "أكاديمية" طالت المعاهدات والجامعات الإسرائيلية، ومقاطعات جماهيرية أوروبية، رفضت منتجات المستعمرات الصهيونية المبنية اغتصابًا على الأرض الفلسطينية السلبية.