استطاعت وزارة الثقافة خلال السنوات الأخيرة أن تتواصل مع الجوهري والعميق في ثقافتنا وإبداعنا المصري، فلم تعد فاعلياتها الثقافية مجرد احتفاء وقتي ينتهي فورًا؛ بل أصبحت فعلا إبداعيًّا موازيًا في التخطيط والتنفيذ، وذلك بالسعي نحو استجلاء الروح التي تحرك ثقافتنا المصرية، تلك الروح التي تمتد جذورها لآلاف السنين من عمر البشر، لكنها لا تعانى شيخوخة أبدًا؛ لأنها تستمد من تلك العراقة التجربة التاريخية وعيًا متصلاً بالواقع الحاضر؛ ليكون نقطة قفز إلى مستقبل رحب تستحقه أمتنا.
يعد مؤتمر (مصر المبدعة) والكتاب الذي يحوى دراسات ست دورات عقدت خلاله، نموذجًا لهذا الفعل الثقافي الحي والمتفاعل مع واقعنا بقوة، حيث يتواصل مع شباب المبدعين والنقاد تواصلاً بناءً يكتشفهم، ويناقشهم، ويضعهم تحت الضوء في حالة من التواصل الحميم والجاد، التي تستشرف آفاقًا مستقبلية نتطلع إليها جميعًا، وهو ما نسعى لأن يستمر ويتوسع ويتعمق ويتطور يومًا بعد الآخر.
أ.د. إيناس عبد الدايم – وزير الثقافة