ها نحن بعد اكتمال الحلقات الثورية المتنوعة التي شهدت صعودًا وهبوطًا وتعثرًا في المسار الثوري كان الوقت قد حان ليخرج كتابنا السادس والأخير في سلسلة كتبنا عن ثورة 25 من يناير وعنوانه "ما بعد الثورة: الزمان التنموي والتحديث الحضاري". وهو يتضمن نظرية متكاملة عن عودة الدولة التنموية وأهمية التجديد المؤسسي للأحزاب السياسية ولمنظمات المجتمع المدني، وضرورة التجدد المعرفي للنخبة السياسية والنخبة الثقافية المصرية.
في هذا الكتاب لم نقنع بعرض الملامح الأساسية للدولة التنموية، ولكننا تعرضنا بالتحليل للمشكلات الأساسية الخاصة بالتحديث الحضاري للمجتمع المصري، الذي لا يحتاج فقط إلى جهود علمية متكاملة لنقله من حال التخلف إلى التقدم، ولا يقل أهمية عن ذلك تبني رؤية استراتيجية كفيلة برسم ملامح المستقبل الذي يضمن للأجيال الجديدة – في ظل تنمية مستدامة – الحق في العيش والحرية والكرامة والإنسانية، وهي الشعارات الأساسية لثورة 25 من يناير 2011 المجيدة.