يعد الدكتور لويس عوض نموذجًا فذًّا في ثقافتنا المعاصرة؛ فهو كاتب غزير الإنتاج. قدم للمكتبة العربية نحو خمسين كتابًا في النقد والإبداع. وهو شخصية متعددة الجوانب، فهو معلم من طراز نادر يربط بين المعرفة والحياة، كما يربك بين التعليم وبين تحرير العقل من الخرافة وتحرير الفرد من التسلط والقهر. شديد الحضور في أذهان تلاميذه ومريديه. يتصارع في داخله المفكر العقلاني الباحث عن الحقيقة، والأديب الفنان الجانح إلى الحرية والتجديد، لكنه يظل دومًا رائدًا من أكبر رواد التنوير في تاريخنا الحديث .
كانت حياة الرجل مليئة بالخصب والعطاء، كان مثيرًا لحب الاستطلاع، مثيرًا للأفكار الجريئة والتناقضات؛ لا من أجل المخالفة أو التناقض، بل من أجل إثارة حركة الفكر، وهذا ما جعله الشريك المخالف في الثقافة المصرية.
كان الجدال حول أفكاره غاضبًا عنيفًا في حياته، تغلب عليه الانفعالات الهائجة والسهام الطائشة، وقد حان الوقت لكي يأخذ هذا الجدال موقع الحوار المتحضر الذي يعتمد الأسلوب العلمي والموضوعي.