لم يكن لويس عوض مجرد كاتب أو ناقد يعيش في برج عاج، بعيدًا عن المجتمع والناس، بين الأوراق والكتب. ولكنه كان قيادة فكرية متفتحة للجمال، لا تغيب عنه هموم الوطن، والثقافة، والإنسانية. اختلفت حوله الآراء إلى حد التناقض، وإن اتفقت على أنه مثقف موسوعي لا يُشق له غبار. ضرب بقوة في التراث العربي والأجنبي، وعرف كيف يستخلص منه، ومن معايشته للتاريخ الإنساني.
الحقائق الماديّة والقيم الفنيّة التي انحاز إليها والتزم بها، وطرحها في إنتاجه الذي يقبل عليه طلاب العلم والمعرفة من كل مكان، منذ عاد من البعثة سنة 1940م. وبدأ بتقديم كتبه الثلاثة الأولى: "فن الشعر" لهوارس (1945م)، و "برومثيوس طليقًا" لشيلي (1946م)، "في الأدب الإنجليزي" (1950م)، التي تعد – بمقدمتها العلمية – من معالم النقد الأدبي الذي لا يزال يحتفظ بتوهجه إلى اليوم.