استطاع مجدي العفيفي أن يجمع بين كونه صحفيًّا ناجحًا، وبين كونه باحثًا أكاديميًّا ناجحًا، فقد كتب رسالة ماجستير أجمعت عليه لجنة المناقشة أنها جديدة، وأنها تستحق أن تكون أطروحة لنيل درجة الدكتوراه، كان إخلاصه ومثابرته، هما سر تفوقه في عمله، لقد رسم صورة يوسف إدريس كفنان وكاتب قصة قصيرة بشكل يجعله متجسدًا بيننا. لقد كتب دراسة سيظل فخورًا بها، وبما أنجزه فيها، وستظل مرتبطة باسمه وباسم الكاتب العظيم يوسف إدريس، على أنها واحدة من الدراسات الحيّة التي تقدم عن القصة القصيرة، وعن رائدها رحمه الله، بكل جماله وسحره و .. سحره.
أدخل الباحث مجدي العفيفي لأول مرة، منهج دراسة خطاب العتبات النصيّة في أدب يوسف إدريس، بل هو أول باحث يقدم على طرح هذه الرؤية النقدية الأكاديميّة، إلى جانب دراسته للشخصية عند يوسف إدريس دراسة تعتمد على أحدث المناهج النقديّة، لا سيما السردية، فتوقف عند معالجته لقضية الحريّة في كل جوانبها السياسيّة والاجتماعيّة والشخصيّة، وكيفيّة تحقق العدل والعدالة في المجتمع، هذا إلى جانب العديد من القضايا الأساسيّة التي تعرّض لها يوسف إدريس.
كما تطرق الباحث إلى الوظيفة أو الدلالة الأساسيّة، فلا عمل ليوسف إدريس إلا وله وظيفة مهمة يكتب من أجلها للشعب، ولم يكتب عملاً إلا لرسالة يريد أن يوصلها لقرّائه، وتحدث أيضًا عن الرؤية الدينيّة في قصص يوسف إدريس، الذي لم يسخر أبدًا من الدين في أي نص من نصوصه القصصيّة والروائية والمسرحيّة، وإنما كان ضد المتاجرين بالدين، وغير ذلك مما يعرض له هذا الكتاب.