كارل بوبر من كبار فلاسفة القرن العشرين، ومن المؤثرين الرئيسيين في فلسفة القرن الحادي والعشرين، ذلك لأن فلسفته أتت نتيجة لتأثره بعدة تيارات فلسفية وعلمية سمح لها بأن تشكل منعطفًا أساسيًّا على المستوى الإبستمولوجي.
استوعب بوبر اتجاهات العصر العلمية والفلسفية ابتداء من استخدام آلات تكنولوجية فائقة التطور لرصد المتغيرات والمؤثرات الدقيقة والبسيطة، والتراكمات الكمية الصغيرة، كما تأثر بالعديد من الثورات العلمية التي تركت بصماتها على رؤيته الفلسفية النقدية، وليستنتج من ذلك عدم قابلية أية نظرية للثبات على أسس نهائية. بدأت هذه التطورات العلمية مع العالِم شارلز داروين واكتشافه للنزعة التطويرية في حياة الكائنات، والتي وصلت إلى الإنسان بشكله الحالي بعد تطور وعيه عن سائر المخلوقات الحية، وأدى اكتشاف العالِم إرنست ماندل أيضًا إلى تطور مبحث جديد من مباحث البيولوجيا، وهو علم الوراثة، ووصوله في زماننا إلى الاكتشافات الثورية المذهلة على صعيد الجينوم (الشجرة الجينية) التي تحمل الخصائص الوراثية للإنسان من بدايات الحياة إلى يومنا هذا، وما ستقوم به هذه الخصائص من تأثير على حياة الإنسان المعاصر والإنسان المستقبلي.