تتناول هذه المسرحية الشعرية حياة العالم العربي العبقري داود بن عمر الأنطاكي (950هـ – 1008هـ) صاحب كتاب تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب، الذي اشتهر ملخصه بين الناس بعنوان تذكرة داود. هو من أعظم الصيادلة في تاريخ البشرية، جمع في كتاب ثلاثة آلاف نوع من الدواء، منهما ثلاثمائة دواء من اكتشافه، تضم كثيرًا من الأدوية المركبة، وتم تدريس كتابه في اوروبا زمنًا طويلاً، وكان طبيبًا بارعًا لدرجة أنه صار رئيسًا لأطباء مصر والشام في عصره، وألف ستة وعشرين كتابًا.. والعجيب أنه كان ضريرًا. كانت حياته مفعمة بالمواقف الدرامية، وكان داود الأنطاكي مثلاً إنسانيًّا راقيًا للإصرار على النجاح والسعي إلى التفوق بالرغم من ظروفه الصعبة. تنحاز هذه المسرحية إلى الحوار الشعري القصير، والتصاعد الدرامي المشوق، والبناء الفني للشخصيات مع استخدام ما يتناسب معها من التقنيات الحديثة للمسرح.