ثمة مشاعل قليلة من الماضي لا تزال تحتفظ بوهجها وتضيء حياتنا، وأخرى كثيرة قد انطفأت وباتت رمادًا لا يجدي فيها النفخ لتشتعل من جديد في ظل المتغيرات الكاسحة، وربما يجد القارئ أن الكتاب يتركه في نهاية صفحاته، واقفًا وسط الساحة التشكيليّة المرتبكة حائرًا أمام أزمة مستعصية، دون أن أحاول رسم صورة ورديّة للمستقبل، لكن حسبي أنني حاولت قدر استطاعتي تشخيص هذه الأزمة وتحليل أسبابها ووصف الحلول الموضوعيّة للخروج منها إلى مستقبل أفضل.
قد حرصت على نشر بعض ما كتبته في سنوات ماضية تصل إلى العشرات أحيانًا دون حذف أو إضافة؛ لأنها عبَّرت بصدق عن فترتها التاريخيّة، والأهم من ذلك أنها لا تزال معبرة عمّا يحدث الآن على الساحة، فكأننا ندور في دائرة مغلقة منذ ذلك التاريخ رغم أننا – كما يقول الفلاسفة – لا نشرب من نفس النهر مرتين! ..