لم تستهدف هذه الدراسة تقديم حصر كلّى شامل لأوضاع العلم والتكنولوجيا فى إسرائيل، وإنما يتحدد مقصدها، بالأساس، فى توفير صورة "بانورامية" لرؤية المجتمع الإسرائيلى لدور العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تحقيق سيطرته على الأرض الفلسطينية بالكامل، وفى دوام وضعيته المهيمنة بالمنطقة، المستندة إلى التفوق النوعى على المحيط العربى، الذى يشكّل بيئة معادية، ومقاومة لمشروعه الإحلالى الاستيطانى. إن هذه الدراسة لا تبتغي، من قريب أو بعيد، الدعاية إلى مَن يعتبره الكاتب العدو الأساسى لوطنه وأمته، ولا تنطلق من موقع الدونية أو الإعجاب المفرط به، وبـ"إنجازاته" ، أو الجهل بالعناصر التى أسهمت فى تحقيقه لما حققه، بل على العكس، ينطلق الدافع الأساسى لتأليف هذا الكتاب، من الوعى بضرورة التنبيه إلى خطورة امتلاك عدونا لهذا السلاح الفتا، الذى يمنحه وضعًا متفوقًا علينا، يساعده على استمرار نهبه لثرواتنا، واحتلاله لأرضنا، وتهديده لمصالحنا، ومن الواجب العلم بما بين يديه من قدرات، حتى يمكن التهديد لردم الهوة بيننا وبينه، واجتياز الفجوة التيتفصل بين مواقعنا، وهو أمر ممكن ومتاح، لو أحسنا التدبر، وتوسلنا السبل المؤدية إلى إنجاز هذا الهدف.