تعد مدينة السويس واحدة من المدن القديمة الحديثة التى شهدت عصر الرأسمالية الأوربية بمرحلتيه التجارية والصناعية، وتأثرت بالعصرين سلبًا وإيجابًا؛ حيث أصيبت المدنية وحركتها التجارية بكبوة مع نجاح الرأسمالية التجارية الأوربية فى اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، وانتهاء أزهى عصورها التجارية فى العصر المملوكى. لقد استعادت السويس مكانتها بعد طول انتظار مع مطلع القرن التاسع عشر، مع طرح مشروع لشق قناة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط فى فترة الحملة الفرنسية، ونجاح محمد على باشا فى إعادة الحياة إلى طريق التجارة بين الشرق والغرب عبر الأراضى المصرية، حتى إن سفن شركة الهند الشرقية الإنجليزية بدأت فى تنظيم رحلات بين الهند والسويس لنقل السلع والمسافرين بين منطقة المحيط الهندى وأوربا عبر الأراضى المصرية، لاسيما بعد أن وفَّر محمد على باشا الحماية على الطريق الصحراوى الذى كان يربط السويس بالقاهرة.