تعتبر «الدراسات المستقبلية» في العلوم الاجتماعية، نوعًا صعبًا في هذا المجال، وتحتاج إلى مجهودات كبرى، كما تحتاج باحثين على درجة عالية من الخبرة في المجال العلمي المعرفي، فالدراسة المستقبلية ليست قراءة في «الودع»، وإطلاق التوقعات بلا أساس. كما أنها ليست تخمينا لما هو قادم، بل هو نوع من الدراسات تحتاج مهارة وعمقا في التحليل وقراءة دقيقة في العموميات والتفاصيل في نفس الوقت.
فهي دراسات إذن ليست سهلة، بل من الصعوبة بمكان. وتحتاج ممارسة عالية في التحليل السياسي والتحليل في العلوم الاجتماعية حتى يستطيع الباحث بناء تصورات المستقبل على أسس، واقعية وليست مجرد خیالات تمر بالعقل أو الخاطر، فتبني تصورات وهمية، يمكن أن تصادف الواقع ولا تصادفه. وبالتالي فإن الدراسة المستقبلية مسألة صعبة بلا شك، تتوقف مصداقيتها على قاعدة المعلومات الصحيحة والدقيقة ثم قراءة هذه المعلومات قراءة أكثر دقة، تؤهل القراءة مستقبل الظاهرة محل التحليل.