إن البحث في تاريخ الأدب والفن محفوف بمخاطر عدة، ليس أقلها تغليب الهوى، إما في قراءة الوثائق المتعلقة بالموضوع، وإما في تجاهلها والاعتماد على الشائعات أو الميول الشخصيّة، وتاريخ المسرح المصري موثَّق، ما زالت هناك وثائق مجهولة بالتأكيد، لكن ما توفر منها يكف للإحاطة بمسارات ركوده وازدهاره، وبخاصة ما تعلق بالفترة من 1956 إلى 1969، وهي الفترة التي شهدت ما يُدعى "مأساة باكثير" أو اضطهادة من قبل اليسارين بمنع مسرحياته من العرض، وإسقاط عرض مسرحية "حبل الغسيل" بعد تأليب المخرجين والممثلين والجمهور ضدها، ثم الهجوم عليها وعلى باكثير في الصحف، والمسرحيات "المضطهدة" وثيقة لا تقل أهمية عن وثائق العلاقة بين باكثير والمسرح.