تعود فكرة هذه الدراسة وعلاقتي مع تاريخ الأرمن إلى سلسلة من المحاضرات التي ألقيناها في أماكن متعددة. وبعد سلسلة هذه المحاضرات نبعت فكرة دراسة مستقلة عن الجالية الأرمنية بمدينة القدس، وخاصة بعد تشجيع مجموعة كبيرة من رجال الفكر والثقافة في مصر وخارجها. وقد اهتمت معظم الدراسات العلميّة المتعلقة بمدينة القدس بتاريخها منذ القرون الأولى الميلاديّة وحتى يومنا هذا، إلا أنها اقتصرت على الدراسات الدينيّة والأثريّة والمعماريّة والسياسيّة، بينما أُهملت دراسة تاريخ الجاليات الوافدة إليها، ولم توفها حقها من البحث؛ مما استوجب منا رأبًا للصدع وتعميمًا للفائدة، وتتبعًا للمسار التاريخي للجالية الأرمنية، أن نشرع في هذه الدراسة التي نود أن تكون لبنة في صرح التاريخ، وعوضًا عمّا أُهمل سرده.