تنطوي قراءة الرواية الأفريقية على مغامرة واضحة بدرجة أو أخرى، فهي على الرغم من اقترابها مكانيًّا من العالم العربي تظل بعيدة على مستوى الوعي بها ومعرفة جمالياتها وعوالمها المختلفة وقراءتها قراءة نقدية موسعة تستبصرها موضوعيًّا وفنيًّا. وقد زاد من حجم هذه المغامرة قلة الروايات الأفريقية المترجمة عن الإنجليزية أو الفرنسية، وبالتالي قلة القراءات النقدية حولها، ومع ذلك تظل مغامرة الاقتراب منها ضرورة ملحة، فانتماؤنا إلى أفريقيا ليس أمرًا اختياريًّا، بل هو واقع تحتمه عوامل الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك، ومن ثَمَّ فإن معرفتنا بإبداعات الأدباء الأفارقة عمومًا، والروائية خصوصًا هي معرفة بذاتنا واكتشاف لبعد مهم من أبعاد هويتنا طِبقًا لنظرية دوائر الانتماء المتداخلة في أبعادها العربية والأفريقية والإسلامية.