نحن هنا بصدد عمل يقوم أساسا على مديح الأم، التي هي أيضا "أب"، وينم عن خبرة طويلة في نظم الشعر، مع انه الكتاب الأول لصاحبته التي يبدو أنها أرادت أن تؤكد من خلاله اتصالها الحميم بأصوات مميزة في شعر العامية، منها سيد حجاب ومجدي نجيب وجمال بخيت، وهم علامات خصوصا في مجال الأغنية التي تقوم على الكلمة الراقية والمعاني العاكسة لثقافة لطالما ألهمت الإنسانية.
علي عطا يؤكد هذا الديوان أن صاحبته قد هضمت جماليات شعر العامية.. وتنوع روافده.. ثم بدأت تنشئ لنفسها أسلوبا خاصا تبتعد به عن كل ماسبق من عطاء هذا الفن. إنها ببساطة تعيش في أحضان الطبيعة التي تتمثل في الجمال والبراءة والألوان المبهجة.. والثمار اليانعة.. وروابط الأخوة والصداقة.. وإشراقة الصباح الندية.. وحنان الأم.. وأحلام العذاري.. وغيرها من المعطيات التي تثري تجربة الشاعرة.