على أن الشيء الذي يقدر بقاؤه مستحضرًا في أذهاننا، على نحو يقارب في موقعيته المسلمات، هو أن "النقد الأدبي" ليس كتلة منعزلة منغلقة على ذاتها، إذ هو نتاج معقد لمناخ فكري بعينه، ورهن سياقات حضارية واجتماعية وثقافية محددة، ينفعل بها الناقد كما تنفعل بها خطاباته التي تولد حاملة شحناتها، وهي مسلمة يمكن أن نتسع بها في جهة "المنهج النقدي" الذي يتبناه الناقد، فإنه، وإن يكن ذا حضور منبت عن الواقع الاجتماعي المحيط به، بحيث نخبره إدراكًا علميًّا منفكًا عن سياقه الزمني – يبدو عادة متساوقًا مع الصيحة العلمية الأكثر علوًّا في مرحلة بعينها، ومؤسسًا على النزعات الفلسفية السائدة فيها.