على امتداد أربعين عامًا كان اهتمامي بقضايا الشعر والشعراء – كقارئ – لبعض ما يُنشر عن الشعر وشعرائه، محبًا للشعر قديمه وحديثه، مواكبًا لبيئة شعرية مصدرها الحياة – وقتئذٍ – وكنت في باكورة الصبا والشباب مع نفر من المتعلمين من شباب القرية نتطارح بالأبيات الشعرية لكبار شعراء العربية، وكنا معتزين بذلك، ونعتبره نوعًا من المبارزة الثقافية القائمة على سعة الثقافة من خلال حفظ الشعر، ومن الطبيعي – والأمر كذلك – أن ينتصر في المبارزة الشعرية مَنْ يحفظ قدرًا أكبر من القصائد خاصة لو كانت لشعراء العربية الخالدين.
ومع مرور الأيام والسنين أصبحتُ متذوقًا للشعر وفنونه، وازداد هذا الاهتمام بالشعر والشعراء بحكم طبيعة عملي الأدبي والنقدي حتى تكونت لديّ خبرة معرفية عن الشعر والشعراء كانت هي الزاد الحقيقي لصفحات هذا الكتاب التي تطمح صفخاته في تحقيق هدف واحد هو تسليط الضوء على الشعر وأهله، وأن تشير صفحاته إلى أن هناك اهتمامًا حقيقيًّا بالشعر والشعراء مصدره وجود مبدعيه قديمًا وحديثًا، مصريين أو عرب، وقد توقفت عند البعض منهم وقفات إجلالٍ وتقدير أو عند البعض الآخر وقفات نقدٍ وتقييم؛ آملاً في تسليط الضوء على الشعر كأساسٍ لثقافتنا العربية من خلال هذا الكتاب.