محاولة متميزة للخروج من نمط القص الكلاسيكي والمألوف الذي شاع في بدايات المؤلف وبدايات الكثيرين من أبناء جيله؛ فسريعًا ما ادركوا أن المشكلة في القصة القصيرة أكثر من أن تكون محض رسالة، فهناك الشكل وتقنياته التي ينشغل به المتلقي والناقل، ولقد كتب المؤلف الدراما وأجادها، وها هو يوظفها في هذه المجموعة التي تبدو بعض نماذجها كأنها مسرحية ذات فصل واحد.
المؤلف أفاد – كبعض أبناء جيله – من الفنون الحديثة والمعاصرة، واكتسب بالمران خبرة تشكيل المشهد السينمائي والدرامي والتشكيلي والموسيقى، وقد أضفى كل هذا عصرية على النصوص، ودفع بها إلى مشارف واقعية جمالية دون غموض وارتباك.
عرف المؤلف أن القارئ المعاصر مشغول بقضايا الوطن، فشغل بها، واستثمرها ووظفها، ونجد صدى ذلك حاضرًا هناك، وكما أن التجريب وقور ورزين وينبو عن الغامض والزاعق والمرتبك؛ فإن تناول المؤلف لما نسيمه القضايا الخلافية في الشارع المصري وقور ومنحاز للوطن.
أ.د السيد فضل