هدفنا من هذه الدراسة تقديم عرض تاريخي حول النهضة الأدبية والمعرفية – بصفة عامة – والتي غرست بذورها في عصر الدولة الأموية وأينعت وازدهرت ثمارها إبان العصر العباسي الأول والثاني، إضافة إلى ما تبين لنا تاريخيًّا أن العديد من رواد تلك النهضة كانوا من بين الموالي ذوي الأصول الفارسية، أولئك الأدباء والعلماء الذين يكفيهم شرفًا ورفعة وارتفاع قدرٍ وسموٍ ومنزلةٍ ما ورد في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والذي رواه أحمد ومسلم وجاء فيه قوله: "لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجل أو رجال من هؤلاء ووضع يده الشريفه على سلمان الفارسي"، وسلمان هو الذي شبق لسيد الخلق – صلى الله عليه وسلم – أن قال عنه "سلمان منا آل البيت"، كما نقصد - كذلك – أن يكون في اهتمامنا وعرضنا للجهود العلمية المضنية التي بذلها أولئك الرواد الأول، وسعيهم المحمود في طلب العلم والمعارف الإنسانية المختلفة أن نقدم لأجيالنا الحالية نبراسًا وقدوة طيبه؛ حثًّا لهم على الجد والاجتهاد والسعي المخلص الدءوب نحو طلب العلم والمعرفة في كافة مصادرها.
ذلك أن للعلم مقامًا عظيمًا في شريعتنا الغراء، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء، وفضل العالم على العابد كما بين السماء والأرض.