كان الشعر الذي قيل في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – والدفاع عن الإسلام، والرد على كفار قريش والقبائل العربية، شعرًا غنيًا بالمفاهيم الهادفة العالية، زاخرًا بالجوانب الفنية، وكان في مقدمة الشعراء الذّابّين عن الإسلام حسان بن ثابت الذي عاش حياة طويلة مليئة بالأحداث والتغييرات، تراوحت بين عصرين من أكثر العصور التي مرت على أهل العربية تناقضًا في السياسة والدين والاجتماع؛ إذ عاش نصف عمره الأول في الجاهلية يستلهم من صحراوتها قيم الفتوة ، وعنجهية البداوة، وضراوة القتال، مثلما عاش نصفه الآخر في الإسلام يستمتع بحلاوة العقيدة ونعيم الأمن والسلام معًا، وهو في هذا وذاك شاعر مبدع، متأثر ومؤثر، مطبوع بطابع الجاهلية والإسلام، مؤرخ في كثير من الصدق والدقة، منشد أجمل الصور لواقع النبي العظيم في إيمانه وجهاده وكفاحه، وقد نستطيع تلمس عظمة الإسلام في شعره المتميز بصدق تعبيره، وحرارة عاطفته.