لم يقتصر دور المسرح على أن يكون مرآة المجتمع فحسب، بل إنه أكثر قدرة على تحويل ذلك المجتمع ساعيًا لإيجاد حلول للقضايا المطروحة بداخله.
وفي هذا الكتاب نتعرف على ما أحدثته الحرب العالمية الأولى والثانية من تغييرات أثَّرت في المجتمع الأوروبي وكيف جعلته يتخذ سبلًا أخرى لمواكبة تلك المتغيرات السياسية.
والمسرح السياسي ليس وليد اللحظة، بل وُجِد منذ البدايات الأولى لنشأة المسرح الذي اقترن دائمًا وأبدًا بالأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو بذلك، أي المسرح السياسي: "يقترن بقضايا الإنسان الكبرى مثل قضية الديمقراطية، وحكم الفرد، وقهر جماهير الشعب في ظل النظم النازية والفاشيستية والشمولية، ويناقش علاقة الحاكم بالمحكوم".
يعرف الكتاب رجل المسرح إيرفين بيسكاتور؛ مولده ولمحات من حياته الفنية، ومتحدثًا عن "المسرح البروليتاري" وإسهامات بيسكاتور في العرض المسرحي واستخدامه للاكتشافات الجديدة على خشبة المسرح وتطويعها لخدمة مسرحه.
وقبل الحديث عن بيسكاتور قدم الكتاب توضيحًا وتعريفًا وافيًا لرجل المسرح الثاني خلال هذه الفترة برتولد بريشت، مستعرضًا المسرح الملحمي بشكل مفصَّل، ومفهوم الديالكتيك عند بريشت وسعيه الدائم لوجود هذا المفهوم في مسرحه، وكذلك تصنيف المراحل المختلفة لكتاباته، والحديث عن مصطلح الدراماتورج، ظهوره، وتعريفاته المختلفة، واهتمام بريشت بعمل الدراماتورج.