الصدفة عينها التى قادتنى عند نهاية يوم بدأت شمسه تذوى تاركة وراءها نورًا برتقاليًا رهيفًا هو الأكثر مخاتلة وتمنعًا بالنسبة لأى فوتوغرافى مهما بلغت درجة براعته وشدَة مرّاسه؛ لأنه احتجز فى وضع عين الكاميرا رجلاً طويل القامة والبنية. بعهدة يديه حقيبة سفر جلدية وعصا من تلك التى يستعين بها العميان على مكر الطريق ومطباته. على الأرجح، كان فى العقد السابع من عمره، ويرتدى معطفًا مرتفع الطوق ونظارات شمسية وقبعة مستديرة الحواف، جميعها تطنب فى اللون الأسود الشامل باستثناء حذائه الذى اعترته حمرة سافلة.