إن الحركة النسائية رسالة عظيمة، والعمل فيها لا بد أن يكون عقيدة عند العاملين في مجالاتها لقدرتها على رفع شأن وطننا العربي كله إلى الأمام والعمل على انتصاره في معاركه العديدة في مجالات السياسة والتعليم والبناء والاقتصاد والتصنيع وما إليها، ومن هنا – كما ترى – يجب أن تقوم على أكتاف أناس ينظرون إليها على أنها عمل وطني بل عمل سماوي يحتمه الخالق لإصلاح هذه المنطقة ونجاحها والعاملين فيها، والماضي يؤكد هذا القول، فالبنت كانت تخرج إلى الحياة وهي تؤمن أن من الواجب خدمة الوطن وحبه كحب الله سبحانه، وأنها بشخصيتها وسلوكها تصور هذا الحب وما يدعو له، ومن ثَمَّ كانت تسعى إلى أي عمل تشعر أن المجتمع في حاجة إليه دون نظر إلى جزاء أو حتى كلمة شكر؛ فالحركة النسائية الجادة والهادفة إنما هي الأساس الأول في نجاح مشروعات البلاد في القطاعات المختلفة، ومن ثَمَّ فهي أملنا على طريق التقدم الحضاري والبشري والثقافي في الوطن العربي، وهي المنارة الثابتة للأجيال القادمة على درب القومية العربية.