يأتي هذا الكتاب في رسالة واضحة لتقديم علم اجتماع المدرسة والإثنوجرافيا النقدية، وهما موضوعان جديدان، يُشكلان مسارًا جديدًا، في ميدان علم اجتماع التربية، مسارًا تلتحم فيه النظرية والممارسة على أرض الواقع داخل المدرسة، ويسعى مؤيدوه نحو التغيير والتجديد في جهود يستند فيها منهج البحث إلى النظرية، بل ويقوم عليها.
ميزت الدراسة الحالية بين ثلاثة أنواع مختلفة للإثنوجرافيا وهي التقليدية والتأويلية والنقدية. وتعد الإثنوجرافيا النقدية منهجية تقوم على رؤية تنطلق من فلسفة التنوير وشعارها "تربية متكاملة لتحقيق تنمية متكاملة"، وتعمل على إتاحة الفرص العادلة لكل فرد، إيمانًا بأن كل فرد قادرٌ على تعلم كل شيءٍ، وتنمية قدرات الإنسان ومعارفه هي ما يمكنه من تطبيق العلم وإنتاجه وتحقيق الاستخدام الأمثل للثورات التكنولوجية المنتالية بما يدعم رفاه الإنسان وبناء حياة اجتماعية تستند إلى مثل التنوير .. إعمال العقل والعلم والإنسانية والتقدم.
التعليم مهنة ذات مكانة اجتماعية وأكاديمية راقية والمعلم المتفكر المهني الباحث هو الذي يقود التنمية والتقدم في المجتمع وفي هذه المنهجية التي تنطلق من فلسفة التنوير تكون المدرسة مؤسسة اجتماعية يجب أن تحظى بامتلاك سلطة القرار وتنخرط في مسار التقدم وبناء المعرفة.