ظلت الأزمات الناجمة عن وجود أقليات في المجتمعات الإنسانية مدخلاً رئيسًا لإضعاف تلك المجتمعات عبر تزايد قابليتها للتفكيك بالدخول في سلاسل مستمرة من الصراعات اليومية، وذلك في ظل توافر مسببات ذلك بدعاوى دينية وعرقية. وهو ما يمثل تهديدًا للأمن المجتمعي عبر اختراقات ثقافوية وتقاليدية تزيد من فجوات الدمج المجتمعي وتدفع نحو تهديد وحدة واستقرار الدول.
ومن هنا تنبع أهمية الموضوع الذي يتناوله هذا الكتاب من كونه أول عمل بحثى يقترب تفصيلاً من تجربة الأقليات الدينية في مصر عبر دراسة مساراتها وأزماتها ونشاطها في المجتمع، خاصة وأن ظاهرة الأقليات لا تزال تمثل تهديدًا للأمن القومي نتيجة ما يستجلبه وجودها من ضغوط خارجية على الداخل لتحقيق مكاسب سياسية وفئوية ما يؤثر على الاستقرار ويتوجب منا فهمه للتعرف على كيفية مواجهته.