إعادة إنتاج الثقافة الشعبيّة تعبّر عن قدرة أساليب الحياة في أي مجتمع على استمرار أهم ملامحها عبر التغير. وهذا يعني أن انتقال العناصر الثقافيّة الشعبيّة، رأسيًّا عبر الأجيال أو أفقيًّا من خلال التواصل الإنساني، لا يعني استنساخًا كاملاً وحرفًّا لكل ملامحها ولا يعني أيضًا فنائها واستبدالها كليًّا بعناصر أخرى جديد. فالبشر يواجهون الحياة بما لديهم من موروثات ثقافيّة، وبهذه الموروثات ومعها يغيرون حياتهم ويتغيرون. وتبرهن قراءة أساليب حياة الفقراء على شدة ارتباطهم بتراثهم الشعبي الذي يعد بمثابة رأسمالهم الحقيقي في ظل حرمانه. وأن أساليب حياة الفقراء تنطوي على قدر من الثراء ينبغي الكشف عنه لأنه يعبر عن سر بقائهم رغم الندرة والظروف البائسة.