رواية من روايات الخيال العلمي، وما أسميه أدب المستقبل، وقد نجحت الكاتبة في تحقيق الإيهام الفني الذي خلع على الأحداث حلّة واقعيّة، أو كأنها واقعيّة، فجاءت الأحداث ممنطقة، غير متصادمة، وتحددت ملامح الشخصيّات تحديدًا دون ترهل لفظي، أو وصفي، أو تحليلي، وتحققت في الرواية سمات لغة السرد، ولغة الحوار، وطرق رسم الشخصيّة، ونموها وتطورها، وأنماط الوصف والعرض في زمان السرد ومكانه، على نحو حقق للسرد أبنيته الأساسيّة، وعلى نحو خلا من المبالغات التي تجعل الحدث غريبًا، على الرغم من اتضاح سمات الفانتازيا، وإعلان الخيال العلمي عند وجوده صراحة:
وقعت عيني على إعلان بالجريدة ..
كان ذلك منظر السطر الأول من السرد، حتى اكتمل وتمّ، وبذلك ظهرت تلك الرواية الطريفة بهذا الشكل الفني الجيد.