أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، ندوة بعنوان "سيكولوجية اتخاذ القرار..الموجِهات والتحيزات المعرفية"، نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس، وأدارها مقرر اللجنة الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، وتحدث فيها الدكتور خالد أحمد جلال، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنيا، وقد شهدت الندوة حضور نخبة من أساتذة علم النفس، بالإضافة لمجموعة من الاعلاميين والمهتمين بمتابعة الشأن الثقافى، وذلك يوم الأربعاء الموافق 20 فبراير 2018،بقاعة المجلس بمقره ساحة دار الأوبرا.
تحدث الدكتور شاكر عبد الحميد فى البداية، مؤكدًا أهمية موضوع الندوة، وأن عملية اتخاذ القرار يجب أن تتم بشكل منهجى علمى، لكى تنتج قرارات صائبة بأكبر نسبة ممكنة.
ثم ذهبت الكلمة للمتحدث الرئيسى الدكتور خالد أحمد جلال الذى تطرق فى حديثه لعدة نقاط أساسية حول موضوع الندوة وهى (اتخاذ القرار من الزاوية التاريخية ـ مفهوم اتخاذ القرار وصلته بالمفاهيم الأخرى ـ نظريات اتخاذ القرار المعيارية والوصفية ـ مفهوم الموجِهات والفروق بينها وبين العمليات الحسابية ـ أهم الموجهات والتحيزات المعرفية ـ حدود الموجِهات المعرفية ـ وصايا لمتخذى القرارات الاستراتيجية.
وأشار جلال إلى أن اتخاذ القرار سلوك أساسى يقوم به الأفراد والجماعات؛ حيث يأخذ الفرد عدة قرارات على مدار اليوم، منها مثلًا: هل سأذهب اليوم لحضور اجتماع لجنة علم النفس؟ وبأى وسيلة مواصلات سأذهب؟ وهل سأحضر الندوة عقب انتهاء الاجتماع؟ وغيرها وغيرها إلخ.. مثل اختيار نوع الأكل، أو اختيار الملبس، وكل أمور الحياة، تندرج هذه النوعية من القرارات تحت القرارات الحياتية اليومية، وتؤثر بدرجة كبيرة فى انتعاشنا الشخصى.
وتابع موضحًا أنه على جانب آخر، توجد القرارات الاستراتيجية، والتى تتخذ على أساس اللا يقين، وقد تؤثر مثلًا على استمرار شركة ما فى منافسة السوق، أو يمكن أن تكون أيضًا قرارات مصيرية مثل قرار حرب، وفى ختام حديثه أكد الدكتور خالد جلال أنه علىً مُتَّخِذ القرار التروى والتريث وعدم بناء القرار على مجرد ظن أو اعتقاد ليس له تأكيد، وحذر بشدة من اتخاذ القرار بناءً على رغبة فى النفس أو هوى، بل الصواب هو أن تُجمع معلومات مؤكدة حول ما يتخذ القرار بشأنه، وأن يستشار شخص عليم بتفاصيل الشىء أو الفرد الذى يتخذ القرار بشأنه، بشكل حاسم دون الوقوع فى خطأ التجنب والترحيل .
واختتم حديثه مؤكدًا على أهمية السرعة أيضًا فى عملية اتخاذ القرار، ولكن بجانب كل ماسبق من وصايا، ثم استشهد بهذا البيت الشعرى لأبى البقاء الرندى: يفوزُ باللذاتِ كُل مُغامر .. ويموت بالحسراتِ كُل جبان