مفكرون يضعون روشتة اقتلاع جذور الفكر المتطرف من المجتمع في ندوة "اتجاهات التطرف والإرهاب" بمعرض الكتاب
محمد الباز: مواجهة التطرف عمل فكري بالأساس
أحمد زايد: التطرف والتحزب للأفكار موجود في كل المجتمعات
خالد عكاشة: وعي المواطنين ساعد الدولة المصرية في الانتصار على الإرهاب
عزة فتحي: التطرف عدو متخفٍ استغل حب الشباب للمغامرة للتأثير على أفكارهم
جمال عبد الجواد: مازلنا لدينا مشكلات بالمجتمع تجعلنا عرضه لمرض الإرهاب
شهدت القاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة بعنوان "اتجاهات التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط"، والتي جاءت بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة كل من الدكتور جمال عبد الجواد، والدكتور خالد عكاشة، والدكتور أحمد زايد، والدكتورة عزة فتحي، وأدارها الدكتور محمد الباز.
في البداية قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة "الدستور"، إن ظروف المجتمع أدت إلى تراجع بعض القضايا عن ساحة النقاش، والتي كان من بينها قضايا التطرف والإرهاب، فالتطرف والإرهاب لا تصنعه فقط الجماعات الإرهابية الساعية إلى الحكم، ولكن كل المؤسسات في المجتمع سواء المسجد أو الأسرة قد يكون لها عوامل في دعم فكرة الإرهاب.
وأضاف أن مواجهة الإرهاب ليست من خلال الحل الأمني فقط، فمواجهة الفكر المتطرف هو عمل فكري بالأساس من خلال المجتمع بكل مكوناته بمثقفيه وفنانيه، وكل مكونات المجتمع الأخرى.
ولفت إلى أن نجاح الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب والانتصار عليه، يحتاج إلى إعداد دراسات وأبحاث بشأنها وعرضها على الرأي العام، وذلك من أجل تجنب تكرار التجربة.
بوره، قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن مواجهة الإرهاب تعتبر من الموضوعات الشائكة، في ظل وجود حراك كبير للفكر الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي توجد بها بؤرات للفكر الإرهابي.
وأضاف أن التطرف بمعناه الواسع والعريض يمثل التطرف في السلوك، وهو قد لا ينتج شكلا من أشكال الإرهاب، فعلى سبيل المثال قد نجد تطرفا علمانيا، فالتطرف هو نوع من التحزب للأفكار أو للقبيلة أو لجماعة معينة، وهذا النوع من التطرف موجود في كل المجتمعات، كما أن هناك شكلًا آخر من التطرف والمتمثل فيما يمكن أن نطلق عليه الإرهاب الصامت.
وأشار إلى أن الإرهاب يقوم في البداية بدعم من نشأة حركات متطرفة ارتبطت بالدين لها أفكار على قدر كبير من التشدد، وهذا الأمر ليس بعيدا عن الدولة الوطنية التي لم تتمكن من السيطرة بشكل كامل على الأفكار المتطرفة داخل المجتمع، والتي ليست بالضرورة أن تترجم فيها هذه الأفكار المتطرفة إلى مواجهات مباشرة ولكن لها أشكال وأنماط أخرى مختلفة.
وأوضح أن مصر نجحت في القضاء على كافة أشكال الإرهاب، من خلال جهود كبيرة قامت بها الدولة المصرية على مختلف المستويات.
بينما قال الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات، إن المجتمع المصري قد يكون أنتج في بعض الأوقات من تاريخه بعض الأشكال من التطرف والإرهاب.
وأضاف أن مصر نجحت وانتصرت في معركتها ضد الإرهاب، والتي بذلت فيها ثمنا غاليًا من دماء الشهداء، موضحا أن الموجه الإرهابية التي انتشرت منذ عام ٢٠١١ تعتبر الأكثر خطورة.
وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في الانتصار بمعركتها ضد الإرهاب من خلال إدراكها لخطورة هذه الموجة الإرهابية الجديدة، وساعد في هذا الوعي لدى المواطنين والرأي العام في مصر، لمواجهة مخاطر هذه الموجة، التي كانت تستهدف ضرب عصب الدول الوطنية.
فيما أكدت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع، أن مشكلة التطرف تتمثل في المغالاة في الدين، واستغلال الشباب الصغير من خلال التأثير على أفكارهم واستغلال فكرة حب الشباب للمغامرة، والأزمة الكبيرة في التطرف هو أنه عدو متخفٍ يعمل من خلال خلايا عنقودية.
وأوضحت أن مواجهة التطرف تحتاج إلى أمن فكري متكامل على عدة مستويات سواء من خلال الخطاب الديني وتطويره، والفن والدراما والمسرح، والفكر والثقافة.
من ناحية أخرى، أخر قال الدكتور جمال عبد الجواد، مدير برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن خطر الإرهاب ما زال قائمًا، رغم نجاح الدولة المصرية في هزيمة الموجة الأحدث التي واجهتنا من الإرهاب، لكن هذا ليس كافيا، فنحن نحتاج أن نؤسس لمرحلة جديدة تكون بلا إرهاب.
وأضاف أن تحقيق الدولة المصرية الانتصار على الإرهاب في جولة، يحتاج إلى الانتباه والإعداد والتجهيز لانتصار نهائي، خاصة أنه مازلنا لدينا مشكلات في عدة اتجاهات تجعل المجتمع المصري يظل عرضه لمرض الإرهاب.