قضية الوعي وأبعادها المختلفة
قضية الوعي وأبعادها المختلفة بالأعلى للثقافة
تطور وسائل التواصل سبب تراجع دور الأسرة
التعليم الصحيح هو بناء الإنسان وليس الحصول على شهادة
عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتورهشام عزمي، ندوة "قضية الوعي وأبعادها المختلفة" التي نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع لجنة الشباب بالمجلس، وأدارت الندوة الدكتورة عادلة رجب مقرر لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية.
شارك بالندوة الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، جامعة القاهرة وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس، الذي أكد أن موضوع الوعي له أهمية كبيرة جدًّا ترجع إلى التوقيت، ففي الآونة الراهنة العالم كله يواجه تحديات ذات طبيعة مختلفة، وخاصة في مصر.
وإن قضية الوعي ترتبط وتؤثر في العديد من القضايا الأخرى مثل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وأضاف أنه من خلال الوعي نستطيع تغيير القيم السلبية وزيادة القيم الإيجابية .
كما أن قضية الوعي ترتبط بالجانب الثقافي، مصر في السنوات الأخيرة تواجه العديد من التحديات الكبيرة من بينها ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع، وهو نمط مستحدث من الحروب لا يعتمد على الصدام العسكري، بل تعتمد على الشائعات المغرضة والأخبار المغلوطة والتشكيك في القدرات، هذا النوع من الحروب شديد الخطورة لأنها أقل كثيرًا في التكلفة من الحروب العسكرية، ولكنها أكثر تأثيرًا في الشعوب.
وقال إن الوعي هو خط الدفاع الأول ضد هذا النوع من الحروب، أن يكون هناك دور لكل مؤسسات الدولة كل في تخصصه.
واقترح أن يتم تشكيل لجنة تقوم بالتنسيق والإشراف على هذه العملية بين مؤسسات الدولة، وأن تكون لدينا استراتيجية شاملة لرفع وعي المواطنين.
وقال المخرج المسرحي عمرو قابيل عضو لجنة الشباب، في البداية اعترض على مصطلح رفع الوعي لأن المجتمع المصري هو مجتمع الحضارة لا يتساوى أبدًا مع مجتمعات حديثة الحضارة، فلولا الوعي الجمعي المصري ما كنا شاهدنا ما يدعو للفخر في مختلف المجالات في الآونة الأخيرة، فالمصريون يمتلكون الوعي بصورة أدهشت العالم، ما نحتاجه نحن هو حماية هذا الوعي، المسئولية هنا ملقاة على العديد من المؤسسات الثقافية والإعلامية، وأيضًا الفن الذي يؤثر ويرتقي بالذوق ألغام ويشكل الوجدان ويحقق قيم الخير والجمال.
وقالت الدكتورة منى الحديدي أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان ومقررة لجنة الشباب أن وسائل التواصل الاجتماعي تطورت بشكل كبير، ما أدى إلى تراجع دور الأسرة، إذا تحدثنا عن الوعي فنحن نتحدث عن الثقافة، في ظل عالم المخاطر واللايقين والتشكيك والتشويه للرموز، والشائعات تؤدي إلى حالة من الإحباط ، في ظل الشائعات التي تنتشر في جوانب الحياة أتمنى أن يكون هناك شفافية ومصارحة لمواجهة هذه السلبيات للسوشيال ميديا.
وأضافت أن ماركس اهتم بقضية الوعي، وقالت إن الوعي هو مجموعة الأفكار والعادات والتقاليد التي تحكم مجموعة من الناس وهو مفهوم متداخل، والمعرفة مرتبطة بالوعي، والإنسان حين يتاح له فهم ذاته يفهم المجتمع من حوله، والوعي يتشكل من الأسرة والقوة الناعمة والوعي العلمي والاقتصاد والصحة والسياسة، وكل جوانب الحياة.
وأكدت أن رسالة التعليم الهدف منها بناء الإنسان، والتعليم من أجل المواطنة وليس مجرد الحصول على شهادة الإعلام.
وأخيرًا على أحد معابد اليونان مكتوب حكمة تقول: "اعرف نفسك"، فمعرفة الذات هي البداية.