صالون الثقافات الأفريقية بالأعلى للثقافة يؤكد: تشابه ثقافات القارة السمراء يجعلنا نسيج واحد
أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور سعيد المصري، الأمين العام للمجلس، اللقاء الثالث لصالون الثقافات الأفريقية تحت عنوان "رمضان في أفريقيا "، مساء الأحد الموافق 20 مايو 2018، بمقرالمجلس بساحة دار الأوبرا.
بحضور المفكر الكبير حلمى شعرواى، رئيس لجنة تفاعل الثقافات الأفريقية بالمجلس، والسفير سمير حسني، عضو اللجنة والمشرف على اللقاءات الشهرية للصالون، وعدد من الباحثين واللإعلاميين والمهتمين والمتخصصين في الشأن الثقافي الأفريقي، وأدار الصالون الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة، ودار حديث المشاركين بالصالون حول مظاهر رمضان فى بلادهم وعادات وتقاليد الشعوب في الشهر الكريم.
قال الباحث "على إبراهيم آنو" من الصومال، إن الشعب الصومالى يستقبل رمضان بتزيين المنازل والإكثار من الصدقات، والموائد الرمضانية تقام داخل البيوت وليس فى الشوارع أو المساجد، وفى السحور هناك مجموعة متطوعة لإيقاظ الناس باستخدام آلة صوتية، وبعد صلاة التراويح تفتح الأندية أبوابها للألعاب الرياضية .
وألقى الباحث "على لون" من نيجيريا، فى بداية حديثه، جزء من قصيدة عن شهر رمضان، وقال إن مظاهر الاحتفال بشهر الخيرات تتجلى فى العشر الأواخر منه وينتظر الأطفال قدوم العيد بشغف ويقدمون المسرحيات بعد صلاة العشاء لكى يدخلوا البهجة والسرور فى نفوس الناس.
ومن جنوب السودان تحدث الصحفى "فاولينو آكوت" عن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان، وقال إن المساجد الموجودة داخل الأحياء هى التى تنظم الإفطار، والتجار أيضا يشاركون فى إقامة موائد الإفطار، وتقوم الصحافة بإعداد التقارير حول العادات والتقاليد خلال الشهر الكريم، واختتم حديثه بتوجيه الشكر لوزارة الثقافة على إقامة مثل هذا الصالون الثرى، الذى يساهم فى المزيد من الترابط بين الشعوب الأفريقية .
وأشارت الإعلامية "شاكيرا آدم" من أثيوبيا، إلى أنه تتوجه أعداد كبيرة من الشعب الأثيوبى خلال الشهر إلى العاصمة " أديس أبابا" حيث يجدون حراك كبير فى البيع والشراء، وينشط الدعاة فى الريف والحضر، وتتزين المساجد وتزداد مجالس القرآن فى المدارس، وتنتشر الموائد الرمضانية محملة بأشهى الأطعمة المحلية، ويحرص الجميع على صلاة التراويح خاصة فى العشر الأواخر من الشهر .
وأكدت الباحثة "ست البنات حسن" من السودان، أن العادات تتشابهة كثيرا فى معظم دول أفريقيا، ففى السودان تحرص الأسر على إعداد موائد الإفطار فى الشوارع وأمام المنازل، وتتزين الميادين العامة والمنازل، ويحرص المغتربون إلى العودة لديارهم فى هذا الشهر لقضاء رمضان بين ذويهم.
وعن أفريقيا الوسطى، تحدث الباحث "إسماعيل إسف دانكوما" وقال تهتم الأسر بالإكثار من الصدقات وتحفيظ القرآن، ويتنافس البعض على ختمه، ويحرصون على صلاة التراويح، والإعتكاف فى المساجد فى العشر الأواخر من رمضان، ويتجمع الناس مع بعضهم للإفطار سويا، ويحرص الكثيرين من المسئولين والقيادات بالدولة على الإفطار معهم.
واختلفت مظاهر الشهر الكريم قليلا فى إريتريا، حيث أوضح الصحفى والباحث "حسنى محمد إدريس"، أن موائد الرحمن تقام معظمها فى المساجد، وبعد صلاة التراويح تقام طقوس القهوة التى تستمر لمدة ساعتين أو ثلاثة، لكن التلفاز جعل تلك الطقوس تتقلص قليلا.
وكان لحديث الباحثة الدكتورة "رشا صبحى أبوشقرة" الحاصلة على جائزة حلمى شعراوى كأحسن رسالة دكتوراه فى الدراسات الأفريقية، مذاق خاص، حيث تجولت مع الحضور بين ربوع وعبق الأحياء المصرية التاريخية، مثل السيدة زينب وحى الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمى إلى جانب العديد من الأحياء الشعبية، واستعرضت عبر صور فوتوغرافية مظاهر الاحتفال بهم التى تتجلى فى فوانيس رمضان وتزين الشوارع والمنازل، وموائد الرحمن، وأشارت إلى أنه من السمات الرئيسية لهذا الشهر مدفع الإفطار والمسحراتى، وصلاة التراويح، ويحرص الناس على المزيد من أعمال الخير وخاصة توزيع الشنط الرمضانية، كما يزداد الإقبال على شراء الياميش والحلوى من الكنافة والقطايف، وتذاع الأغانى الدينية الرمضانية بكثرة فى هذا الشهر .
وقال الدكتور خالد أبو الليل، فى ختام الصالون، إن تلك الأحاديث تؤكد لنا أن هناك بالفعل تنوع وخصوصية ثقافية لكل مجتمع أفريقى، وأيضا هناك مشاركة لكل شعب أفريقى مع الشعوب الأفريقية الأخرى فى الكثير من الثقافات، فتشابه ثقافات القارة السمراء يجعلنا نسيج واحد.