ثالث الأمسيات الشعرية لملتقى الشعر العربي شعراء بين الأصالة والحداثة أُقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة الأمسية الشعرية الثالثة، في إطار ملتقى القاهرة الدولي الخامس للشعر العربي: "الشعر وثقافة العصر- دورة ناجي والسياب"؛ وهو الملتقى الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقد شهدت الأمسية مشاركة كوكبة متميزة من شعراء الوطن العربي، وهم: قاسم حداد من البحرين، وعلي جعفر العلاق، وأمجد سعيد من العراق. ومن مصر شارك الشعراء: حسن طلب، وسامح محجوب، وأحمد عنتر مصطفى، وعلي عمران؛ فيما أدار الأمسية الشاعر أحمد سويلم. بدايةً ألقى الشاعر أحمد عنتر مصطفى مقتطفات من أشعاره، ثم ألقى الشاعر العراقي أمجد سعيد قصيدة بعنوان: "الموصل"، عقب ذلك ألقى الشاعر حسن طلب قصيدة بعنوان: "صدى رجع الصدى"، يقول في مطلعها: أما الجَوابُ.. فلا جوابَ، وإنما: هذا السؤالُ مُعذِّبٌ للنفسِ! فارحمْ ضعفَها يا ربُّ.. قد صبرتْ إلى أن كاد ينفَدُ صبرُها صمتتْ حِفاظًا.. أو هروبًا واتِّعاظًا.. أو لُغوبًا فالسؤالُ معذِّبٌ للنفسِ: كيف سمحتَ يا ربَّ الخليقةِ.. للخليقةِ أن يُعربِدَ شرُّها وتركتَ- ربَّ المشرقيْنِ- ذئابَ ذاكَ الجنسِ.. تنهشُ في النهارِ رِقابَ هذا الجنسْ! ثم ألقى الشاعر سامح محجوب ثلاثًا من قصار قصائده، وهي: "القيامة" و"وصية أخيرة لابن الحلاج"، و"أكتب كي أهزم موتي" التي يقول فيها: قُل لفتاتِكَ قبلَ رُكوبِ البحرِ أُحِبُّكِ.. كي تحزنَ كلمة كُنْ كلمة.. كي تُبصِر أكتبُ كي أهزمَ موتي.. وشارك الشاعر العراقي علي جعفر العلاق بقصيدة عنوانها: "أيام آدم"، التي فيها يقول: أمن ضوء تفاحةٍ بدأ الكون؟ أم بدأ الكون من ندمٍ عاصف في الضمير؟ وكيف غدا آدم سيدًا حين اندلعت بين كفيه شمس الحصى؟ حينما شاع في الريح عطر رجولته ثم جاءت امرأة: جعلت من يديه إلهين ثم استحالت بسحرهما امرأة من لظى وحرير تتلألأ ممزوجةً برنين الينابيع.. وألقى الشاعر علي عمران ثلاثية شعرية: "الغراب" و"الرحى" و"البعث". عقب هذا وفي مختتم الأمسية، ألقى الشاعر البحريني قاسم حداد قصيدتيه: "فهدًا فهدًا" و"القلعة"؛ حيث يقول في قصيدة القلعة: كل موجةٍ من الهجوم أُسمِّيها تفاحة الغواية أمقتُ الأسلحة لا أحسِنُ الحربَ، وليس لديَّ جنودٌ ولا سُعاة وحدي كلما ارتدَّت هجمةٌ أسعفتُ الجرحى وبعثتُ بالأسرى مدجَّجين بالهدايا أُرمِّمُ أسوارَ القلعة أدْهَنُها، وأُزيِّنُها بالقناديل كي ترشدَ الهجومَ التالي؛ فربما يحلو لهم أن يَبْغتُوا في الليل فها أنا وحدي القلعة صامدة.