مثقفون يطالبون بعودة الرحلات المدرسية للأطفال بالمواقع الأثرية لتنمية الانتماء
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، أقام المجلس الأعلي للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس، أمس الأربعاء ١٤ مارس ٢٠١٨، مائدة مستديرة تحت عنوان (تنمية الانتماء لدي الأطفال )، نظمتها لجنة ثقافة الطفل بالمجلس، ومقررتها الكاتبة نجلاء علام، وذلك بقاعة المجلس بساحة دار الأوبرا.
بدأت الندوة بكلمة الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، واصفا قضية الانتماء بـ"الهامة والملحة" لتطرح في تلك الفترة الخاصة في تاريخ أمتنا، وخاصة بعد زيادة معدلات الهجرة التي يسعي إليها الكثير من الشباب الآن، وأكد الشاروني علي ضرورة طرح سبل جديدة لترسيخ قيمة الانتماء، مشيرا إلي فائدة الرحلات المدرسية التي كانت تنظمها المدارس قديما، وكانت تهدف للتعريف بالمعالم الأثرية والمصانع الكبري والمشروعات القومية، والتي كان لها أكبر الأثر في التعريف بعظمة الوطن ومعرفة كل ما يدور فيه وعليه، ورسخت بشكل كبير معني الانتماء وحب الأوطان.
واستشهد الشاروني بما تفعله معظم المدارس الأمريكية في وضع خريطة لأمريكا والولايات التابعة لها في فناء المدارس، لكي يدرك الأطفال هناك منذ الصغر الجغرافيا الخاصة ببلادهم، واصفا تلك التجربة بالإيجابية.
وعن دور الأسرة في ترسيخ معني الانتماء، تحدثت الدكتورة عفاف عويس، الأستاذ بجامعة المنيا واصفة الأسرة بأنها "الحجر الأول" في بناء الوعي لدي الطفل، يعقبه دور المدرسة ثم العالم الخارجي الذي يحيط بالطفل، وذهبت الدكتورة عفاف إلي الحديث عن ضرورة معرفة ماذا يدور بفكر الطفل وكيف يري العالم لكي ترسم استراتيجية للتعامل معه، واقترحت أن تطبع أطروحات في شكل كتيبات أو ما شابه لتعريف بالمعني الحقيقي للانتماء وكيفية الوصول له، ودعم كل ما يمكن أن يساهم في تعميم هذا المعني النبيل.
وعن تجربة مجلة ( قطر الندي ) تحدثت الكاتبة نجلاء علام، مقررة لجنة ثقافة الطفل ورئيس تحرير المجلة، عن المناسبات القومية وكيف أن المجلة خصصت أبواب وصفحات بالتعريف بها، كذلك قامت بسرد بطولات الجيش المصري وبعض الرموز الوطنية وخصص باب في المجلة عن مصر ومحافظتها، هذا بجانب باب عن الأماكن الأثرية، مؤكدة أن الهدف الأول كان معرفة معني كلمة (وطن).
واختتمت علام حديثها لافتة إلى أن الطفل يحتاج وبشدة أن يمنح الثقة، وكذلك ضرورة اعطائه الفرصة لكي يثبت ذاته، ووقتها سوف يظهر منه ما لن يتوقعه أحد، لأن رؤية الكبار كما وصفت تحكمها المصالح أما رؤية الطفل لا يحكمها سوي حب الاكتشاف والبحث لكي يكتشف العالم من حوله.