تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة نظمت لجنة الإقتصاد والعلوم السياسية بالتعاون مع لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها مائدة مستديرة بعنوان" تجارب التنمية في آسيا"
أدارة المائدة الدكتورة ياسمين غريب مدرس الإقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
بدأت المائدة بكلمة للدكتور عثمان أحمد عثمان والتي تحدث فيها عن قضية التنمية ومواردها المتاحة في الدول العربية وثرواتها العظيمة ورغم ذلك لا توجد دولة واحدة من دول المنطقة تعد من دول العالم الأول، وقال رمضان أنه لابد من انتفاضة اقتصاديه لكي يصبح لتلك الدول قرار إقتصادي مسموع يواجه به القضايا العالمية كما تحدث عن التجارب البينية والمشروعات المشتركة كحلول هامة في موضوع التنمية وأكد على ضرورة تعاون جميع الدول من أجل تحقيق ذلك
ثم انتقلت الكلمة للدكتورة ياسمين غريب التي أكدت على حرص المائدة والقائمين عليها في البحث في جميع عوامل التجربة التنموية كي نتمكن كما قالت من تناول كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتلك التجارب
ثم تحدث الدكتور جابر عوض أستاذ العلوم السياسية المتفرغ بجامعة القاهرة والذي قال أن القارة الأسيوية من أكبر قارات العالم بخبراتها وتجاربها الثرية ، فهناك عدد من التجارب الناجحة
وعن اليابان وتجربتها قال أن تجربة اليابان تجربة فريدة فاليابان تعد أول دولة غير غربية تحقق مستوى يضاهي ما حققه الغرب إذ لم يكن أعلى في عدد من الجوانب ، ولم تكن الظروف بالسهلة فمعظم الدول التي كانت بجانب اليابان احتلت فخافت اليابان أن يصيبها نفس المصير فعملت على النهوض والأرتقاء باقتصادها لكي لا تنال ما نالت باقي جيرانها ،وعن الإنجاز الذي حققته اليابان قال أنه يعد إنجازاً ضخم ومدهش بالنسبه لدولة اسيوية محدودة المساحة ومحدودة الإمكانيات المادية فقد جاءت التجربة اليابانية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وقال أن التجربة اليابانية كذلك تعد درسا عظيما للتجارب التنموية في القارة ، فقد اعتمد النموذج الياباني على سياسة الإختراق الاقتصادي في مواجهة الغرب والعولمة عن طريق الإختراق المضاد كذلك عملت على تفعيل عناصر القيم من خلال مفاهيم المعرفة مع العمل والإبتكار ،
ومن سمات التجربة اليابانية ايضا أنها جمعت بين الأصالة والمعاصرة فقد رفض اليابانيون التشبه بالنموذج الغربي كذلك عملوا على فرز القيم التي جاءته من الغرب ولم يتبنوا كل ما جاء منها
كذلك لم يرفض النموذج الياباني الديمقراطية ولم يرفض الرأسمالية ولكن قدم صيغة مختلفة تعترف بالرأس مالية ،وكذلك الديمقراطية إلا أنهم قالوا أن تحقيق الديمقراطية يمكن أن يتحقق بشكل كامل على المدى البعيد بعد تحقيق النجاح في تجربتهم الفريدة ،كذلك قدمت التجربة اليابانية حلول لا تقوم على الصراع ولا المواجهة بين الدول ولكن على البحث عن نقاط الألتقاء والتشابه بين الدول والتوافق المجتمعي بينهم ، وأضاف أنه يعتقد أن الدور المحوري والفاعل الذي قامت به دولة اليابان كان القائد الأول فيها هي الدولة فالمؤسسات الكبيرة والكيانات العظيمة لا تستطيع وحدها أن تقوم بالتجارب التنموية فالدولة في رأيه هي المايسترو في تجارب التنمية على مطلقها
ثم تحدثت الدكتورة علا الخواجة أستاذة الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وأكدت أن النهوض بالاقتصاد يكمن في تغيير هيكلي لتحسين مستوى معيشة الأفراد مثل ما يحدث الآن في القارة الأسيوية ، فإذا بحثنا في دول الغرب نجد أن من يحتل الأماكن الهامة في مواقع مختلفة هم طلاب من قارة آسيا ، فالعنصر البشري والأهتمام به سمة من سمات تلك التجربة فهو يعد العنصر الحاكم للتجربة التنموية في آسيا كذلك لم يعتبروا أن نقل التجارب من دولة إلى أخرى يعد فعلا غير صحيح لأن لكل بلد سماتها الشخصية والثقافية والأقتصادية
وعن كوريا وماليزيا وفيتنام قالت الدكتورة علا أن أسباب النهضة الاقتصادية في تلك الدول كانت أهم ملامحها هي أنها اعتمدت على تحديد الأولويات وبالتالي كانت خطط التنمية لديهم خطط مستدامة محددة الوقت والأهداف مع السماح لرأس المال الخارجي بالدخول والمشاركة مع الأحتفاظ بدور الدولة الذي يجب أن يكون قوي كذلك من سمات تلك التجارب الإهتمام بعملية التعليم لديهم كذلك الإهتمام بالبنية التحتية من مواني ومرافق فهي لب التجربة الأسيوية وأساس نجاحها ، كذلك اعتمدت الخطط التنموية في تلك البلدان على إدارة الديون إدارة جيدة والإنتفاع بمواردهم بشكل جيد وضرورة الإهتمام بأن يكون للدولة أهداف واضحة كوريا الجنوبية على سبيل المثال تحولت من دولة زراعية إلى دولة صناعية
فالاقتصاد الكوري يعد الرابع من حيث التصنيف على مستوى قارة آسيا وال 15 في التصنيف العالمي للأعتمادهم على عدد من العوامل الكثيرة منها رفع معدلات الادخار والأهتمام بالبحث العلمي وجودة التعليم والتكنولوجيا لذا استطاعت أن تتحول من دوله فقيرة إلى دولة متقدمة