تحت رعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، عقدت فى الرابعة من مساء اليوم، الجلسة الخامسة للملتقى الدولي السادس للفنون الشعبية "التراث الثقافي غير المادى والتعليم.. رؤية عربية" دورة د. محمد الجوهرى، والمقام فى الفترة من 18 حتى 20 ديسمبر الجارى، والذى ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، بقصر ثقافة الأقصر.
ترأس الجلسة الدكتور إسماعيل علي الفحيل، وقدم الدكتور محمد المهدي ورقة بحثية تحدث فيها عن آليات دمج التراث الثقافي غير المادي في مناهج التعليم في السودان، وقال إن المهتمين بالتراث يعرفون جيدا التجارب المتعددة التي قام بها أجيال التربويين السودانيين في مجال البحث في هذا المجال، وأن الحكاية الشعبية كانت هي أهم الأشكال التي اهتم بها في عهد الاستعمار البريطاني فتصدي الباحث العلامة عبد الله الطيب لجمعها ونشرها في مطبوعات وكانت غايته تحفيز الطلاب علي القراءة، وكانت التجربة الثانية للشاعر عبد الله الشيخ والذي وظف الشعر الشعبي بمقاربته بالشعر العربي الفصيح وبعدها توالت تجارب صون التراث واستثماره في العملية التعليمية.
وعن التجربة المغربية في دمج التراث وتوظيفه في المنظومة التعليمية تحدثت الدكتورة سعيدة عزيزي، وأكدت علي أهمية إدماج التراث في المناهج والمنظومة التعليمية خاصة في ظل الظروف الراهنة علي المستوي العربي لكي نتمكن كما قالت من طوفان طمس الهويات الذي يجتاحنا الآن، واستعرضت بعض المهن المغربية التي يتم العناية بها مثل صناعة العسل والمشغولات وغيرها.
وعن التعليم والثقافة الشعبية بلبنان، تحدث الدكتور علي بزي، وقال إن الثقافة الشعبية هي إبداع شعوب ورغم ذلك ينظر لها علي إنها ثقافة البسطاء وليست ثقافة النخبة، وتابع علي بزي: أن انتقال التراث من جيل إلي جيل واستمراره يكون نتيجة متغيرات اجتماعية وثقافية لما تحققه من الإحساس بالهوية وبها تتحقق التنمية المستدامة، واختتم بحثه بالتأكيد علي صون التراث وحفظه والحرص علي نقله لأننا كما قال علي وشك انسلاخ تدريجي عن هويتنا الوطنية التي يؤدي فقدها للأنخراط في هوية وافدة وعندما يحدث هذا سوف نزول وتزول بلادنا.
وفي محاولة لاكتشاف علاقة بين المدرسة والموروث الثقافي تحدث الدكتور عماد بن صولة، باحث في التراث الثقافي، حيث قال إن المدرسة من أهم المؤسسات في التنشئة الاجتماعية ورغم كل ما تزرعه في شبابنا من بعض القيم إلا إنها لا تهتم بالتراث الثقافي رغم أهميته، كذلك قام بن صولة بعرض أوجه التنافر والتوتر داخل هذه الثنائة وهي المدرسة والتراث.
وعن تناول البرامج والكتب المدرسية للتراث الثقافي وإقحامه في تعليم اللغات الأجنبية، تحدثت الدكتورة مريم بو زيد، وقالت إن هناك مشاكل كثيرة جاءت من الاستعمال العشوائي والفارغ المعني في برامج تعليم اللغة الفرنسية علي سبيل المثال، كذلك أشارت بوزيد إلى أن الإصلاحات التي تمت في الجزائر جاءت منسوخة من المنظومة التربوية الفرنسية مما عمق أزمة تعليم اللغات في الجزائر، وتم تجاهل المكونات الثقافية المحلية والتي كان من الممكن أن تكون سببا في صون التراث، وتكون لدينا رؤية إصلاحية خاصة بنا بعيدة عن تجارب الآخرين .
يذكر أنه يقام على هامش الملتقى معرض للحرف التقليدية والفنون التشكيلية، كما يصاحب الملتقى معرض لإصدارات وزارة الثقافة بخصم 50% على إصدارات المجلس.