الشباب ودوافع الانتحار بالأعلى للثقافة
الشباب ودوافع الانتحار بالأعلى للثقافة
اكتشاف معنى الحياة يقي من التفكير بالانتحار
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة "الشباب ودوافع الانتحار"، والتي نظمتها لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس برئاسة الدكتور محمد أمين المفتي مقرر لجنة التريية وعلم النفس؛ بالتعاون مع لجنة الشباب برئاسة الدكتورة منى الحديدي؛ ولجنة الفلسفة وعلم الاجتماع برئاسة الدكتور أحمد مجدي حجازي، وذلك في تمام السادسة من مساء الأربعاء الموافق 16مارس الحالي؛ بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة.
وشارك في الندوة نخبة من أساتذة الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع، وأدارت الندوة الأستاذة إيمان رسلان، طارحة عددًا من التساؤلات حول دوافع الانتحار وأسبابه والعوامل المؤدية إلى التفكير فيه، وكيفية الوقاية منه والتصدي له.
وتحدث الدكتور أيمن عامر، أستاذ علم النفس المعرفي والإبداع حول مفهوم الانتحار، مدللًا على أن الإنسان لو علم معنى حياته فسوف يحبها، ولن يفكر في سلب معناها عن ذاته، فقيمة الحياة لدى الإنسان هي البحث عن الذات، ولو لم يجد لها معنى فسوف تضيع بلا جدوى، ومن ثم فإنه يفكر بعدم استكمالها، لا سيما حين يتعرض للفشل، أو حين لا يتمكن من صنع قيمة فكرية أو فلسفية لحياته، ما يجعله ينحرف عن السواء النفسي، فينتج لنا شخص غير سوي، متزمتًا أو متعصبًا، أو منحرفًا.
والمبدعون أو الموهوبون لا يتبنون قيمًا جاهزة لحياتهم، وإنما يخلقون قيمًا خاصة بتجاربهم، ولذا فالمبدع لا يفكر في الانتحار، إذن الحل هو الإبداع.
وطرح المفكر والفيلسوف الدكتور مصطفى النشار اقتراحًا مهمًّا حول ضرورة وجود هيئات استشارية فلسفية تدرب الناس على اتخاذ القرارات، وتلك مهارة مهمة جدًّا في النظام التربوي.
ولو أننا تبنينا تلك الفكرة فلن يصير لدينا منتحرون، فالمستشار الفلسفي سيتحاور مع الناس وليس له علاقة بالعقاقير أو الأنظمة الدوائية.
وقد انتهى قدماء الفلاسفة إلى أن مبدأ الطمأنينة هو الحل لكل المشكلات، فالفلسفة تعالج الأصحاء وليس المرضى ليحيا الإنسان في سعادة ورضا.
وعرضت الدكتورة منى الحديدي أستاذة علم الاجتماع عددًا من الإحصائيات حول قوائم الانتحار في العالم، متسائلة: هل الانتحار في مصرظاهرة؟ أم أنه يقتصر على عدد من الحالات الفردية؟
وقد تناولت دراسة لإميل دوركايم تحدث فيها عن الانتحار وعوامله المختلفة، ورغم قدم تلك الدراسة فهي تراها تجيب على أهم الأسئلة المرتبطة بالموضوع.
وركزت على طظتلك النقطة التي يرجع فيها دوركايم الدافع الرئيس للانتحار إلى ارتباك العلاقة بين الفرد والمجتمع، وكيف يكون الإنسان سويًّا نفسيًّا وبعيدًا عن التفكير في الانتحار حين تتسم علاقته بمجتمعه بالاتزان والاتساق، ويشعر بالاندماج في المجتمع الذي ينتمي إليه.
وقدم الدكتور هشام التهامي أستاذ علم الاجتماع ورقة بحثية حول متصل سلوك الانتحار، متعرضًا لعدد من المفاهيم المهمة حول الانتحار؟ ومنها السواء وحب الحياة وحسن الحال.
شارحًا ما أسماه "نظرية الأسباب الستة للانتحار"، مضيفًا ملاحظة مهمة في نهاية حديثه حول شبكة المعلومات (الإنترنت)، وكيف يمكن استخدامها كنوع من التعزيز الاجتماعي، وهذا أمر مطلوب ومستحسن، وكنوع من التعويض الاجتماعي، وهذا هو الشكل المرفوض، والذي يؤدي إلى الانعزالية والاكتئاب.
وتحدث الدكتور محمد المفتي حول دور المدرسة في الوقاية من الانتحار، مشيرًا إلى أن المدرسة هي امتداد للأسرة، وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك تنمر لا في الأسرة ولا في المدرسة، وما نراه من تنمر من مدرس أو مدرسة أو إدارة مدرسة نحو طالب أو طالبة فهذا يعني أن هؤلاء غير مؤهلين لا نفسيا ولا تربويا للتعامل مع الأطفال في المراحل التعليمية، فلا يمكن ممارسة مهنة التعليم إلا من شخص مؤهل نفسيًّا واجتماعيًّا.
وتناولت الدكتورة مشيرة العشري أستاذة علم الاجتماع العقبات التي نواجهها في علم الاجتماع حول سسيولوجيا الانتحار، وتحول الانتحار من علة عقلية أو نفسية إلى علة مرتبطة بالمجتمع. والأسباب الاقتصادية والاجتماعية للانتحار.
وتحدث الدكتور حسن حسني عن وسائل الإعلام وقضايا الانتحار: المحاذير والإرشادات.